الإتحاد الوطني لطلبة المغرب مواقع
الصمود
النهج الديمقراطي القاعدي
تقرير حول الأحكام الصورية في حق
المعتقلين السياسيين
إن الحركة الطلابية المغربية قد راكمت على
مدى عقود من الصراع مع النظام القائم إرثا زاخرا من الإنتصارات كما الإنكسارات،
سجلت فيه للبعض – الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين و النهج الديمقراطي القاعدي
- صمودهم ومواجهتهم للنظام القائم
ومخططاته كما سجلت عمالة القوى الإصلاحية وأذيالها التحريفية وجبنها حينا أثناء
مواجهة الجماهير للعدو بل وإصطفافها أحيانا إلى جانب أعداء الحركة والتاريخ معبرة
عن عجزها التاريخي في ممارسة الصراع لصالح الجماهير، فليس غريبا أن تنزاح هذه
القوى للدفاع عن مواقع التحالف الطبقي المسيطر خاصة عندما تفضحها القوى الثورية
سياسيا وتتجاوزها ميدانيا بالتحام الأخيرة مع الجماهير. كما هو الحال بموقع مكناس
الصامد فلم يتوانى عملاء النظام القائم من أصحاب الأقلام الحمر في الهجوم و جلد
حملة الرايات الحمر وقلب الحقائق وإستئصال الوقائع محددة من سياقها التاريخي في
تحليل ميتافيزيقي ينظر للأحداث بكونها معزولة وليست حلقة من سلسلة تطورية، مستعيرين
من النظام القائم أدوات لطالما هاجم بها الحركة الماركسية اللينينية المغربية هذه
المرة لشرعنة حملة الاعتقالات في صفوف مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي بعد مؤامرة
19 ماي بمكناس.
هذا الموقع الذي كانت له الريادة في المعركة
الشبه وطنية سنة 2003 لمواجهة بنود المخطط الطبقي للتركيع والتبضيع وصمد أمام
جحافل القوى الشوفينية الرجعية سنة 2007 مقدما خيرة مناضليه محمد الطاهر الساسيوي
شهيدا، كما صمد أمام نفس القوى الرجعية على مدى مواسم ثلاث في هجومها على مواقع
الصمود سنة 2011 وخرج منتصرا أكثر قوة وأكثر ثباث في مواجهة أعداء الشعب. هو اليوم
أمام مؤامرة أخرى لا يمكن أن تفك خيوطها إلا بتحليل علمي لتطور الموقع الذي خال النظام
القائم أنه أقبره مرات عديدة فبعد تحصين الرفاق لتواجدهم بمواقع الصمود بعد هجوم
القوى الشوفينية الرجعية، راكم الرفاق وعبؤوا في سبيل تفجير معارك نضالية طويلة
النفس أبانت فيها الجماهير الطلابية بمعية النهج الديمقراطي القاعدي عن قتالية
وصمود منقطعي النظير دينامية متصاعدة بلغت ذروتها خلال الموسمين الأخيرين
2014-2015، 2015-2016 حيث فجرت الجماهير بقيادة مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي
معركة نضالية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس دامت ما يناهز ثلاث أشهر لعبت
خلالها الإدارة ممثلة النظام القائم بكل ما لديها من أوراق لثني عزيمة الجماهير في
المضي قدما لتحصين ما تبقى من مجانية التعليم لترضخ في الأخير للمطالب العادلة
والمشروعة وعلى رأسها تجميد النقطة الإقصائية.
لتقتحم قوات القمع منازل الرفاق ومناضلي
أوطم وتعتقل ثمان رفاق قضوا ما يناهز ست أشهر بزنازين الرجعية، هجوم النظام القائم
لم يزد الرفاق والمناضلين إلا إصرارا وعزيمة على السير على خطى الشهداء والمعتقلين
السياسيين وهذا ماكان حيث ناضلت الجماهير إلى جانب رفاقها على مدى موسم كامل
2015-2016 بخطوات عملية أثبتت علميتها بإنتزاع المطالب العادلة والمشروعة للجماهير
الطلابية بفتح مجموعة من مسالك الماستر بمختلف الشعب.
كما فعلت الجماهير وخلال نفس الموسم بمحطات
نضالية وذلك عبر نزولها للشارع تجسيدا لشعار لكل معركة جماهيرية صداها في الجامعة
حيث كان إسهام موقع مكناس بمسيرة الأساتذة المتدربين بالرباط يوم 24 يناير 2016
والدار البيضاء يوم 20 مارس 2016 لتتوج كل
هذه السيرورة النضالية بتخليد رفاق النهج الديمقراطي القاعدي للذكرى التاسعة
لإغتيال الرفيق محمد الطاهر الساسيوي وعبد الرحمان الحسناوي بكليتي الآداب والعلوم
الإنسانية و العلوم وكذا الحي الجامعي إبتداءا من يومه 9 ماي 2016
إلى يوم 13 ماي 2016 أيام ثقافية كانت ناجحة بإمتياز، لتتوالى الأحداث في
الأسبوع الموالي بعد محاكمة جماهيرية للجماهير الطلابية لعميلة مندسة بصفتها عاملة
بالمقصف تدير شبكة دعارة وتشي بالمناضلين ليحرك النظام القائم كل ترسانته
الإعلامية والقمعية كذلك لتشويه الحقائق وتزويرها لشرعنة القمع المسلط على
المناضلين ولتمهيد الأرضية لتدنيس مجرمين من قتلة الشهيد محمد الطاهر الساسيوي الحرم
الجامعي تحت حماية قوات القمع لتنكشف بذلك خيوط المؤامرة ولتسفر حملة الاعتقالات
عن 11 مناضلا ليتابع ثمانية منهم في حالة اعتقال وثلاثة في حالة سراح مؤقت حيث
سيودع الرفاق بالمعتقلي السيئا الذكر تولال 2 وتولال 3 حيث سيتم ارتكاب جرائم تلو
الاخرى في حق المعتقلين السياسيين عبر الاعتداء بالضرب والتنكيل خاصة مع خوضهم
لإضراب مفتوح عن الطعام بلغ إلى حدود كتابة هذه الأسطر أزيد من الشهرين، لتتوالى
التاجيلات المستمرة لمحاكمتهم الصورية التي لم يسلم خلالها المعتقلون السياسيون من
الاعتداءات من طرف قوى القمع وهم مضربين عن الطعام. كان للمحاكمة طابعها السياسي حيث عرضت المحكمة
شرائط فيديو لتظاهرات داخل وخارج الكلية، وكذلك لتخليد الرفاق ليوم فاتح ماي،
ويصدر الحكم الصوري في حق الرفاق الذي أدانهم لإنتماءاتهم السياسية ومبادئهم
ومواقفهم التي دافعوا عنها أمام محاكم النظام القائم حيث وزعت عليهم أربعون سنة من
السجن النافذة في محاولة من النظام القائم لتركيع الحركة وتكسير الدينامية
النضالية المتصاعدة لكن دون جدوى.
حيث أن هجوم النظام القائم لن يزيد الحركة
الطلابية وقلبها النابض النهج الديمقراطي القاعدي إلا ثباتا على المبادئ و سيرا
على الطريق التي رسمها شهدائنا ومعتقلينا، إذ نحن في شهر غشت شهر سقطت فيه دماء
رفاق النهج الديمقراطي القاعدي الدريدي مولاي بوبكر ومصطفى بالهواري سنة 1984 وعبد
الحق شباضة سنة 1989 وشهيد الحركة الطلابية الرفيق مصطفى مزياني سنة 2014، إذ نحيي
رفاقنا الأشاوس الذي يطرقون أبواب الشهادة بعد إقترابهم من سبعين يوما من الاضراب
عن الطعام مؤكدين على السير قدما في معركتهم البطولية ثابثين على مواقفهم السياسية
ومبادئهم ومواجهين سياط الجلاد بأجسادهم النحيلة وقناعاتهم الصلبة، ليثبثوا مرة
أخرى بقاء الحركة الطلابية شوكة في حلق الرجعية و جمرة حارقة لكل من مس حق أبناء
الجماهير الشعبية المتمثل في مجانية التعليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق