في الذكرى الرابعة لثورة أكتوبر
فلاديمير إليتش لينين
بشكل موجز جدا ، وبطبيعة الحال- بسبب عدم اكتمال ودقة هذه التجربة حتى الآن - يمكن تلخيص هذه القيمة، وهذه التجربة على النحو التالي .
إن الاهداف المباشرة والانيه للثورة في روسيا، كانت اهداف برجوازية ديموقراطية : الإطاحه ببقايا القرون الوسطى، وهدمها بشكل كامل ، وتنظيف روسيا من هذه البربرية ، من هذا العار ، من هذا العائق الهائل لكل ثقافه ولكل تقدم في بلادنا.
و يحق لنا الافتخار بكوننا قمنا بهذا التنظيف بشكل اكثر حزما ، سرعة، جرأة، نجاحا وشمولا وعمقا ، من حيث التأثير على جماهير الشعب، في العمق، اكثر مما فعلت الثورة الفرنسية الكبرى منذ أكثر من 125 سنة .
لقد قال الفوضويون وديموقراطيو البرجوازيه الوضيعه (أي المناشفة و الاشتراكيون الثوريون، بوصفهم الممثلين الروس لهذا النموذج الاجتماعي العالمي) ولا يزالون يرددون كثيرا من الآراء الملتبسه بخصوص علاقة الثورة الديموقراطية البرجوازية بالثورة الاشتراكية (أي البروليتاريه). هذه النقطه و خلال ألاربع سنوات الماضيه، اكدت كليا صحة فهمنا للماركسية، وصواب استعمالنا لتجربة الثورات السابقه.اننا مضينا بالثورة الديموقراطية البرجوازية حتى النهاية، كما لم يفعل أحد. نحن بكل إدراك، وبخطى ثابتة، ودون أي انحراف، نسير إلى ألامام، نحو الثورة الاشتراكية، مدركين أنها غير منفصله عن الثورة الديموقراطية – البرجوازية بسور كسور الصين، مقتنعين تماما بأن النضال وحده هو الذي سيقرر مدى التقدم الى الامام الذي سنتمكن من تحقيقه ، (في نهاية الأمر ) ، أي جزء من الاهداف اللامتناهيه من مهمتنا الكبرى سننفذه، واي جزء من انتصارنا سنوطده. سنعيش ونرى .ولكننا الآن نشاهد أن عملا ضخما قد انجز - في بلد يعاني من الخراب، بلد منهك، متأخر -على طريق التحول الاشتراكي للمجتمع.
لننهي عرضنا حول المضمون الديموقراطي البرجوازي لثورتنا ، يجب ان يكون مفهوما للماركسيين، ما يعني هذا. ولنأخذ ، عدة أمثلة توضيحيه .
إن المضمون الديموقراطي البرجوازي للثورة يعني - تنظيف العلاقات الاجتماعية (النظم،
المؤسسات) في البلد من خصائص القرون الوسطى، من القنانة، من الإقطاعية .
ما هي أهم مظاهر و مخلفات و رواسب القنانه في روسيا عشية 1917؟ النظام الملكي ، البنيه الطبقيه ، لملكيه و استخدام الاراضي و العقارات ، وضع المرأة، وضع الدين ، اضطهاد القوميات. خذوا أيا من هذه " الإسطبلات ألقذره " 1 ، التي و بالمناسبه اقول ، تُركت الى حد ما ، من قبل جميع الدول المتقدمة حين قامت بثوراتها البرجوازية- الديمقراطية غير منظفة بصورة تامة ، منذ 125 سنة و 250 سنة و أكثر (1649 في انجلترا)،– خذوا أيا من إلاسطبلات القذره هذه : سترون بأننا نظفناها كليا. في غضون عشرة أسابيع، لا أكثر، ابتداءا من 25 تشرين الأول - أكتوبر (7 تشرين الثاني - نوفمبر) 1917 حتى حل الجمعية التأسيسية بتاريخ (5 كانون الثاني - يناير 1918)، لقد انجزنا في هذا المضمار بألف مرة اكثر، مما انجز البرجوازيون الديمقراطيون و الليبراليون (الكاديت) و الديمقراطيون البرجوازيون الوضعاء (المناشفة و الاشتراكيون – الثوريون) في غضون ثمانية أشهر من حكمهم.
إن هؤلاء الجبناء، هؤلاء الثرثارين، هؤلاء النرجسيين المعجبين بأنفسهم، هؤلاء الهاملتيون الصغار، كانوا يلوحون بسيف كرتوني، –حتى انهم لم يقضوا على الملكية! لقد القينا خارجا كل الحثاله الملكية كما لم يفعل أحد ذلك من قبل . لم نترك حجرا على حجر، قرميدة على قرميدة، من هذا البناء الذي دام قرونا ، نظام الفئات المغلقة ( أكثر البلدان تقدما، كانجلترا و فرنسا و ألمانيا، لم تتخلص بعد حتى الآن من بقايا هذا النظام!). إن اكثر جذور هذا النظام عمقا ، وخصوصا بقايا الإقطاعية و القنانة في تملك الأرض، عملنا على استأصالها كليا. "الجدل وارد" (في الخارج يوجد مايكفي من الأدباء، الليبراليون ، الكاديت، المناشفة، والاشتراكيين– الثوريين لممارسة هذا الجدل) لمعرفة ماذا سينجم "في آخر المطاف"عن الإصلاحات الزراعية لثورة أكتوبر العظمى .إننا اليوم لسنا على استعداد لتضييع وقتنا في هذا الجدال، لأننا نحل بالنضال هذا الجدال وجميع المسائل المتعلقه به . لكن لا يمكن ان يُجادل ضد حقيقة ،أن البرجوازيين الوضعاء"قد توافقوا"، طوال ثمانية أشهر، مع الملاكين العقاريين حفظة تقاليد القنانة، بينما نحن خلال بضعة أسابيع كنسنا كليا الملاكين العقاريين وجميع تقاليدهم من على وجه الأرض الروسية و الى النهاية.
خذوا الدين، أوانعدام حقوق المرأة ، أو عدم المساواه و اضطهاد القوميات الغير روسية. كل هذه القضايا تعتبر قضايا الثورة البرجوازية- الديموقراطية . إن سفله البرجوازية الوضيعه هذروا طيلة ثمانية أشهر حول هذه المواضيع ؛ ليس هناك بلد واحد، من أرقى بلدان العالم، كانت قد حلت فيه هذه المسائل حتى النهاية عبر الاتجاه الديمقراطي- البرجوازي. أما عندنا فقد حلت حتى النهاية بحكم قوانين ثورة أكتوبر. لقد حاربنا الدين و نحاربه بجديه . لقد منحنا جميع القوميات غير الروسية جمهوريات أو مقاطعات ذات حكم ذاتي. لم يعد عندنا في روسيا مثل هذا اللؤم، هذه الخسه، هذه الدنائه، ونعني بها انعدام الحقوق أوعدم المساواة في الحقوق بالنسبة للمرأة، تلك البقايا الشائنه للإقطاع و نظم القرون الوسطى ، القائمه على حكم البرجوازية الجشعة والبرجوازية الوضيعه البليدة والمذعورة في جميع بلدان الكرة الأرضية، دون أي استثناء.
هذا هو- مضمون الثورة البرجوازية الديموقراطية . منذ مئة وخمسين عاما ومئتين وخمسين عاما، وعد زعماء هذه الثورة (هذه الثورات، إذا اعتبرنا ان كل صنف قومي جزء من نموذج مشترك) بتحريرالانسانيه من امتيازات القرون الوسطى ، من عدم مساواة المرأة ، من المزايا الممنوحة من جانب الدولة لهذا الدين أو ذاك (أو"لفكرة الدين"،"النزعة الدينية" بوجه عام)، عدم المساواة بين القوميات. وعدوا، ولم يفوا بهذا الوعد. ولم يكن في مقدورهم أن يفوا به، لأنه حال بينهم وبني الوفاء به "احترام قدسيه الملكية الخاصة ". إن ثورتنا البروليتارية لم تكن هذا "الاحترام" الملعون لبقايا القرون الوسطى، الملعونه ثلاث مرات، و لهذه "القداسة للملكية الخاصة ".
ولكن و من اجل تعزيز مكاسب الثورة البرجوازية الديموقراطية للشعب الروسي ،كان يتعين علينا أن نمضي قدما ، وهذا ما فعلناه. لقد حللنا مهام الثورة البرجوازية -الديموقراطية بشكل عابر، خلال السير، بوصفها "نتاجا ثانويا" لنشاطنا الرئيسي والحقيقي، البروليتاري- الثوري الاشتراكي. فالإصلاحات، كما قلنا دائما، نتاج ثانوي للنضال الطبقي الثوري . التحولات الديموقراطية البرجوازية، -كما قلنا ،و أثبتنا بأفعالنا –هي نتاج ثانوي للثورة البروليتارية، أي الثوره الاشتراكية. بالمناسبة نقول أن الجميع ، كاوتسكي و هلفردينغ و مارتوف و تشيرنوف و هيلكويت و لونغه و ماكدونالد و توراتي و سائر أبطال الماركسية "الثانية والنصف" لم يستطيعوا إدراك هذه العلاقة بين الثورة البرجوازية- الديموقراطية والثورة البروليتارية- الاشتراكية. إن الأولى تتحول إلى الثانية. و الثانية تحل، خلال حركتها، مهام الأولى. و الثانية توطد عمل الأولى. والنضال، النضال وحده، هو الذي يقرر إلى أي حد تنجح الثانية في تجاوز الأولى.
النظام السوفياتي بالضبط ، هو احد ألادلة الاكثر وضوحا أوتجلي لتحول الثورة من واحده الى اخرى. يعتبرالنظام السوفياتي قمة الديمقراطية للعمال والفلاحين، وفي نفس الوقت، يعني الانفصال عن الديمقراطيه البرجوازية وظهور نوع جديد، ذواهميه تاريخيه عالميه للديمقراطية، الا وهو: ديمقراطية البروليتاريا أو ديكتاتورية البروليتاريا.
دعوا كلاب وخنازير البرجوازية المحتضره واالمنجريين ورائهم من البرجوازيين الديمقراطيين الوضعاء يمطروننا باللعنات والشتائم والنكات لفشلنا وأخطائنا في بناء نظامنا السوفياتي. نحن لا ننسى ولو لدقيقه واحده، أن الإخفاقات والأخطاء لدينا حقاً كانت عديده وما زالت كثيره. كيف من الممكن تجنب إلاخفاقات وألاخطاء،فهذه حاله جديده في التاريخ العالمي، كيفية إنشاء نوع اخرمن الانظمه لم يسبق له مثيل حتى الآن!. سوف نناضل بلا هوادة لتصحيح اخفاقاتنا واخطائنا، من اجل تحسين اوضاعنا البعيدة والبعيده جداً عن الكمال، مطبقين المبادئ السوفياتيه على واقع الحياة. ولكن لنا حق في أن نفخر، ونحن نفتخر بأنه من حظنا السعيد وقع على عاتقنا البدء في بناء الدولة السوفياتية، بدايه حقبة جديدة من تاريخ العالم، عصر هيمنة طبقه اجتماعيه جديدة، المضطهدين في جميع البلدان الرأسمالية والسائرين في كل مكان في سبيل حياة جديدة، في سبيل الانتصار على البرجوازية،من اجل ديكتاتورية البروليتاريا،من اجل تخليص العالم من نير رأس المال، من الحروب الإمبريالية.
مسأله الحروب الإمبريالية، الهيمنة في عالم السياسة الدولية لرؤوس الأموال ، ستولد حتما حروب إمبريالية جديدة ، ستؤدي ،لا محالة إلى تعزيز القمع القومي الغير مسبوق ، السطو، وخنق الضعفاء، المتخلفين ، القوميات الصغيرة على يد حفنه من الدول "المتقدمة"، هذه المسألة أصبحت منذ عام 1914، حجر الزاويه للسياسه في جميع بلدان الكره الارضيه. هذه مسألة حياة أو موت لعشرات ملايين الناس. السؤال هو ما إذا كان لاحقا، سيحصل أمام أعيننا، وبتحضير من البرجوازيه ، المنبثفه عن الراسماليه حرب إمبريالية وإبادة 20 مليون شخص (بدلاً من 10 مليون قتلوا في حرب عام 1914-1918، إضافة الى "الحروب الصغيرة"، التي لم تنتهي حتى الآن) هل سيتشوه 60 مليون (بدلاً من المشوهين في 1914-1918، 30 مليون) ، في ظل الحرب الحتميه المقبلة (إذا بقيت الرأسمالية) وفي هذا الصدد، لقد فتحت ثورة اكتوبر- تشرين الأول عهدا جديدا في تاريخ العالم.ان خدام البرجوازية ولسان حالهم من المناشفه والاشتراكيين- الثوريين ، و البرجوازيين الوضعاء الملقبون "بالاشتراكيون" الديمقراطيون ، في جميع أنحاء العالم – سخروا من شعار "تحويل الحرب الإمبريالية إلى حرب أهلية". ولكن ثبت أن هذا الشعار كان يعكس الحقيقة الوحيدة، الغير سارة، الفظه، العاريه والوحشيه، هذا كله كان صحيحا، ولكن يجب معرفة حقيقة، ظلاميي الشوفينية وخدع مدعيي السلام. سقطت هذه الحيل المخادعه .إنكشف سلام بريست. مع كل يوم يمر تنفضح اكثر فأكثر، بدون رحمه اهميه والعواقب الاسوأ من سلام بريست، سلام فرساي. واصبح واضحا ومفهوما و حتميا ، اكثر فاكثر لملايين وملايين الناس الذين يتفكرون في أسباب الحرب الأخيرة والحرب الوشيكه القادمه التي تلوح في الأفق ، إدراك الحقيقة الرهيبه: من المستحيل الهروب من الحروب الإمبريالية، و السلام الإمبريالي الذي سينجم عنها (لو بقيت القواعد الإملائيه القديمة، لكتبت هنا كلمتي"السلم" في معناهما المزدوج على حد سواء)2، لا يمكن الهروب من هذا الجحيم الا بواسطه النضال البلشفي والثورة البلشفيه.
دعوا البرجوازية ، دعاة السلام ،الجنرالات و (المدنيون ،السوقيون)3 ،البرجوازيون الوضعاء ، الرأسماليون و المسيحيون الأتقياء وفرسان الامميتان الثانيه و الثانيه و النصف ، ينتقدوا بشراسه هذه الثورة. كل الافتراءات والأكاذيب والحقد لا يمكنها إخفاء حقيقة تاريخية، بأنه للمرة الاولى منذ مئات وآلاف السنين تصدى العبيد للحرب بين مالكي الرقيق برفعهم شعار: "تحويل هذه الحرب بين مالكي الرقيق لتقسيم الغنائم ، إلى حرب العبيد من جميع الأمم ضد مالكي العبيد من جميع الأمم ".
للمرة الأولى منذ مئات وآلاف السنين تطور هذا الشعار من توقعات غامضه و عاجزه الى برنامجا سياسيا واضحا، إلى نضالا فعالا لملايين المضطهدين تحت قيادة البروليتاريا، تحول الى أول انتصار للبروليتاريا، اول انتصار في قضيه القضاء على الحروب ،قضيه اتحاد عمال جميع بلدان العالم مقابل اتحاد برجوازية مختلف الأمم، تلك البرجوازية، التي تصالح وتحارب على حساب عبيد رأس المال، على حساب العاملين باجر، على حساب المزارعين، على حساب العمال.
هذا هو النصرألاول، لكنه لا يعتبر نصرا نهائيا حتى الان، وتم تحقيق ذلك بفضل ثورتنا في تشرين الأول/أكتوبر بقدر لا يصدق من الصعوبات والمشاق، بقدر لم يسبق له مثيل من المعاناة، مصحوبة بسلسلة من الانتكاسات والاخطاء الخطيرة، من قبلنا. كيف يمكن توقع من شعب متخلف وحيد ، التغلب على الحروب الإمبريالية للبلدان الأقوى والأكثر تقدما في العالم دون حصول انتكاسات ودون ارتكاب الأخطاء! . نحن لسنا خائفين من الاعترف بأخطائنا و بجديه سوف ندرس هذه الاخطاء من أجل تعلم كيفية تصحيحها. ولكن تظل الحقيقة حقيفة : أنه لأول مرة منذ مئات وآلاف السنين الوعد "بالرد" على الحرب بين مالكي العبيد بثورة للعبيد ضد جميع مالكي الرقيق قد انجزت الى النهايه – وقد جرى ويجري الانجاز على الرغم من جميع الصعوبات.
نحن بدأنا بهذا. متى بالضبط ، و خلال ايه فتره زمنيه، سوف تقوم بروليتاريا ايه امه بإكمال هذه العملية حتى النهايه – قضيه غير مهمه . الشيء المهم هو أن الجليد قد تم كسره ؛ الطريق مفتوح، الطريق واضحه المعالم .
أيها السادة، رأسماليو جميع الدول ،واصلوا نفاقكم بالتظاهر"بالدفاع عن الوطن" – دفاع اليابانيين ضد ألامريكيين، وألامريكيين ضد اليابانيين والفرنسيين ضد البريطانيين، وهكذا دواليك! أيها السادة، واصلوا "التهرب" من مسألة كيفية مكافحة الحروب الإمبريالية الجديده بإصدار "بيانات" (على غرار "مانيفست بأزل" 1912[4]).ايها الساده فرسان الامميتان الثانيه و الثانيه و النصف مع جميع دعاه السلم و السوقيين 3 و البرجوازيون الوضعاء من جميع دول العالم !لقد خلصت من براثن الحروب الإمبريالية والعالم الإمبريالي أول مئه مليون من البشر في العالم اول ثورة بلشفية. وستخلص الثورات اللاحقة بقية الجنس البشري من هذه الحروب ومن هذا العالم.
أخيرا، _ مهمتنا الأكثر أهمية والأكثر صعوبة،و المهمه التي لم ننجزها بعد : مسالة التنمية الاقتصادية، ووضع الأسس الاقتصادية ، من اجل بناء النظام الاقتصادي الاشتراكي الجديد مكان النظام الاقتصادي الإقطاعي وشبه الرأسمالي المهدم . في هذا الاتجاه الاكثر اهمية وصعوبة ، كان لمهمتنا كثيرا من الانتكاسات وعدد كبير من الأخطاء. كيف يمكن أن نبدأ مهمة جديدة كهذه دون انتكاسات ودون أخطاء! لكننا بدأنا ذلك. وسنواصل مهمتنا. ونحن نعمل الان على تصحيح "سياستنا الاقتصادية الجديدة"، وتصحيح جميع هذه الاخطاء. نحن نتعلم كيفية مواصلة إقامة البنيه الاشتراكيه في بلد الفلاحين الصغيرة دون ارتكاب مثل هذه الأخطاء.
الصعوبات هائلة. ولكننا اعتدنا على مواجهه الصعوبات الهائلة بالنضال. لهذا نعتنا اعدائنا"بالاحجار الصلبه" ودعاة "سياسة الخط الثابت". ولكن نحن تعلمنا ، على الأقل :إلى حد ما، تعلمنا فن أساسي من فنون الثورة، الا وهو، المرونة، والقدرة على أحداث تغييرات سريعة ومفاجئة في التكتيك حسب تغييرالظروف الموضوعية ، واختيار مسار آخر لتحقيق اهدافنا،هذا إذا ثبت ان المسار السابق في الوقت الحاضر غير مستحسنا أو مستحيلاً .
نحن اخذنا في الحسبان نهوض موجه الحماس، اثارة حماسة الشعب، بدايه السياسيه ومن ثم العسكريه، نحن توقعنا إنجاز المهام الاقتصادية العظيمه كما المهام السياسية والعسكرية بالاعتماد مباشرة على هذا الحماس. كنا نتوقع – أو ربما يكون أصدق القول أننا إفترضنا دون إيلاء الامر حسابات كافيه – بالاشراف المباشر من البروليتاريا سيتم تنظيم عملية الانتاج في الدوله وتوزيع المنتجات الوطنيه بالطريقه الشيوعيه في بلد تسوده مفاهيم البرجوازيه الوضيعه الريفيه . لقد أثبتت الحياه خطئنا . استغرق الامر عددا من المراحل الانتقالية :راسماليه الدولة والاشتراكية بغية التحضير— سنوات عديدة من التحضير – للانتقال إلى الشيوعية. التي لا تعتمد مباشرة على الحماس، بل بمساعدة الحماس الذي انتجته الثورة العظيمة، وعلى أساس المصلحة الذاتيه والحوافز الشخصية ومبادئ حساب التكلفه، كلفوا انفسكم أولاً تشييد جسور قوية ، موصله بلدا برجوازيا وضيعا ريفيا عن طريق راسماليه الدولة إلى الاشتراكية ؛ وإلا فلن تصلوا إلى الشيوعية، و إلا لن تستطيعوا توجيه عشرات وعشرات الملايين من الناس نحو الشيوعية. هكذا علمتنا الحياة .وهذا ما علمنا اياه التطور الموضوعي للثورة.
ونحن قليلاً ما تعلمناه خلال ثلاث او اربعة سنوات من المنعطفات المفاجئة (عندما يتطلب الامر انعطافات مفاجئة )، لقد اصبحنا جديين وحريصين و مثابرين (على الرغم من أن الجدية والحرص والمثابره ما يزالوا غير كافيين) نتعلم كيفية إجراء انعطاف جديد ،" سياسة اقتصادية جديدة". يجب على الدولة البروليتارية أن تكون حذره ،مثابرة وداهية ، دهاء تاجر الجملة – وإلا لن تنجح ابدأ في وضع هذا البلد البرجوازي الوضيع الريفي ،اقتصاديا على قدميه، ليس هناك طريقة أخرى للتقدم نحو الشيوعية في ظل الظروف الراهنه ، بجوار النظام الراسمالي الغربي، ( الذي ما زال رأسماليا) ، تاجرالجملة ، يبدو أن هذا الصنف الاقتصادي بعيد عن الشيوعية كبعد السماء عن الأرض. ولكن هذا يعتبر واحد من التناقضات التي تقود في واقع الحياة من الاقتصاد الفلاحي الوضيع عبر رأسمالية الدولة الى الاشتراكية. الحافز الشخصي سوف يزيد الإنتاج ؛ نحن بحاجة ماسه لزيادة الإنتاج أولاً وقبل كل شيء ،وبجميع الوسائل . تجارة الجملة توحد اقتصاديا ملايين الفلاحين الصغار:تقوي لديهم الحافز الشخصي تربطهم سويا وتدفع بهم للخطوة التالية : الى الترابط بأشكال مختلفة وتوحيدهم ضمن عملية الإنتاج . نحن قد بدأنا بالفعل بإجرائات اعاده البناء في سياستنا الاقتصادية. ونحن نملك بعض النجاحات في هذا المجال- حقيقة، صغيرة وجزئية، ولكن مع ذلك فهي نجاحات.
لقد انهينا في هذا المجال الجديد من"العلم"، الصف التحضيري . بالدراسة المستمرة والدؤوبة، متحققين عمليا من كل خطوة نتخذها،غير خائفين من اعاده الاجتياز مرارا وتكرارا لما قد بدأناه بالفعل، مصححين اخطائنا ومحللينها بعناية فائقة مقدرين أهميتها، حينها سننتقل الى الصفوف الاخرى ، نحن سوف نجتاز "المساق" بشكل تام ، على الرغم من أن الحالة الراهنة للاقتصاد العالمي والسياسة العالمية جعلته أصعب بكثير وأطول وقتاً مما كنا نود. بكل الوسائل ، بغض النظر عن مدى صعوبة الفترة الانتقالية و المعاناه ، على الرغم من الكوارث والمجاعة والخراب ، لن تهبط روحنا المعنويه؛ سوف نواصل عملنا حتى النصر النهائي.
14 اكتوبر1921
1- في الاصل اسطبلات افيغيي الملك المذكور في الالياذه .
2-بالروسيه نفس الكلمه ترمز للسلام و للعالم.انهما تلفظان و تكتبان الان بنفس الشكل ،لكن حسب قواعد الاملاء القديمه كانتا تكتبان بشكل مختلف رغم انهما تلفظان بنفس الشكل .
3-هنا كلمه روسيه لا يوجد لها رديف عربي و معناها ،البرجوازيه الوضيعه المدنيه،اي عكس الريفيه.
4-مؤتمر الاشتراكيه الدوليه الاستثنائي 24-25 نوفمبر- تشرين الثاني1912 الذي حذر الشعوب ان الحرب الامبرياليه وشيكه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق