الإتحاد الوطني لطلبة المغرب
المعتقلين السياسيين بموقع مكناس
تقرير عام حول اعتقالنا من داخل السجن السيئ الذكر " تولال 2 "
إيمانا منا بأن الاعتقال السياسي هو قضية طبقية ستظل قائمة بقيام المجتمع الطبقي، ووعيا منا لذلك بطبيعة النظام القائم بالبلاد فإن هذه المحاولة بمقاربة واقع الاعتقال الذي طالنا ليست بدون هدف بقدر ما هي محاولة للمزيد من فضح وتعرية الوجه الحقيقي للنظام القائم
بما هو مرادف للقمع والاستبداد وأن ما تتغنى به أبواقه الرجعية حول حدود " العهد الجديد" و " الدستور الجديد" و " حقوق الإنسان " و... ليس سوى ألاعيب ديماغوجية لتمويه الرأي العام الوطني والدولي مادام النظام القائم وزبانيته يعملون على بيع الخرافة وترويج سموم الإيديولوجية وتزييف الواقع الفعلي الذي يفقأ الأعين . هذا الفضح الذي سيشكل لا محال لبنة أخرى من اللبنات التي ستساهم حتما في المراكمة للمبتغى المنشود . وتجدر الإشارة إلى أننا سنعمل تجزيء هذا التقرير الى أجزاء قصد جعله أكثر ملامسة لما عايشنا ولازلنا نعيشه أو نعايشه إلى غاية كتابة هذه السطر .
بما هو مرادف للقمع والاستبداد وأن ما تتغنى به أبواقه الرجعية حول حدود " العهد الجديد" و " الدستور الجديد" و " حقوق الإنسان " و... ليس سوى ألاعيب ديماغوجية لتمويه الرأي العام الوطني والدولي مادام النظام القائم وزبانيته يعملون على بيع الخرافة وترويج سموم الإيديولوجية وتزييف الواقع الفعلي الذي يفقأ الأعين . هذا الفضح الذي سيشكل لا محال لبنة أخرى من اللبنات التي ستساهم حتما في المراكمة للمبتغى المنشود . وتجدر الإشارة إلى أننا سنعمل تجزيء هذا التقرير الى أجزاء قصد جعله أكثر ملامسة لما عايشنا ولازلنا نعيشه أو نعايشه إلى غاية كتابة هذه السطر .
1 – السياق العام للإعتقال الذي طالنا والكيفية التي تم بها:
إن المتتبع لواقع الحركة الطلابية خلال العقد الأخير سيصل إلى استنتاج عام مفاده أن النظام القائم لم يتوان في نهج كل الطرق والمسالك المؤدية إلى مبتغاه المتمثل في الزحف على مكتسبات الجماهير الطلابية وخوصصة قطاع التعليم الحق المقدس لدى هذا الشعب الأبي لاسيما بعد عجزه المذوي عن تطبيق مضامين ( ميثاق التربية والتكوين ) هذا المخطط الطبقي الذي أعطيت له صلاحيات أخرى ونفس جديد كما تطبل لذلك أبواق النظام الرجعي في صفة جديدة هي ما سمي ( البرنامج الاستعجالي ) هذا الأخير وبفضل استمرار الحركة الطلابية بمنبع كفاحيته النهج الديمقراطي القاعدي بمضمونها التقدمي والثوري على خط المجابهة الفعلية ، بلغ نفسه الأخير دونما بلوغ مسعاه فكان الموعد مرة أخرى الموسم الحالي أي الموسم الأول بعد اعتراف النظام القائم بفشله الذريع في بلوغ أهدافه في الأمد المحدد له من قبل أسياده الإمبرياليين والمؤسسات المالية الإمبريالية ( صندوق النقد الدولي ، بنك باريس ، ...) حيث تميز الموسم المذكور ومنذ البداية بإصدار النظام لمجموعة من الإشارات الدالة على مستوى الهجمات الآتية كان أبرزها :
- عسكرة مجمل الساحات الجامعية والتدخل المباشر ( مراكش، فاس ، مكناس ، ...).
- إغلاق الحي الجامعي بالرباط بدعوى الإصلاحات .
- إنزال بند الانتقاء في التسجيل للطلبة الحاملين لشهادة الباكالوريا 2012.
- الزحف على حق الطلبة القدماء في السكن الجامعي .
- الزحف على المنح .
- تسخير تجليات الحظر العملي على"أوطم" لوأد نضالات الحركة الطلابية واستهداف الأجسام المادية للمناضلين الشرفاء ( الرفيق إبراهيم بوعام بمراكش نموذجا ) .
هذا الواقع الذي شكل أرضية خصبة لتفجير الحركة الطلابية للعديد من المعارك النضالية قصد مواصلة تحصين مكتسبات الجماهير الطلابية ( مكناس ، اكادير ، فاس ، مراكش ،...) اختلفت من حيث قوتها وأشكال خوضها باختلاف الأشكال النضالية المتبعة ، لتبدأ ومن جديد الرغبة الجامحة للنظام القائم في تكسير المعارك النضالية عبر القمع المباشر وشن حملة اعتقالات واسعة في حق الطلاب والمناضلين الشرفاء وكذا تسخير أذياله الرجعية ، فعلى مستوى موقع مكناس عمت المعركة النضالية كليتي الأدب والعلوم وكذا الحي الجامعي على أرضية ملفات واتخذت أشكال نضالية عجلت بإنزال النظام القائم بترساناته القمعية الذي لم يتردد عن التدخل في حق الطلاب والطالبات الذين أبانوا عن صمود منقطع النظير في تحصين الحرم الجامعي والدفاع عن الملفات المطلبية خلف اعتقالات في صفوف الطلاب غير أن ذلك لم يثن الجماهير الطلابية عن مواصلة الكفاح لاسيما بتواجد المناضلين الشرفاء في مجمل أشواط المعركة وذلك بتأطير الجماهير وتوجيهها ، هذا الواقع الذي استخلص منه النظام القائم ضرورة استئصال المناضلين من المعركة نظرا للأدوار الطلائعية التي أتت واضحة لكل متتبع ، بهدف تكسير المعركة النضالية البطولية للجماهير الطلابية .
هكذا يا رفاقنا ورفيقاتنا ويا جماهير شعبنا، عمل النظام القائم على تطويق الكليات والحي الجامعي يومه 17 دجنبر 2012 بكافة تلاوينه وأجهزته القمعية ( 4 حافلات وحوالي 30 سطافيط ، دراجات نارية ، بوليس سري،...) مع العلم أن هذا اليوم كان الموعد الذي حددته الجماهير الطلابية للحلقية التقريرية بالحي الجامعي إذ ومع خروج المناضلين من كلية الأدب والعلوم الإنسانية تفاجأت ساكنة الحي المجاور " الزهوة " والجماهير الطلابية بهجوم حوالي 80 عنصر سري للقمع مدججين بمختلف أنواع الأسلحة ( هروات ، سيوف ، قنابل مسيلة للدموع ، ...) على بعض الرفاق واعتقالنا حوالي الساعة 18:15 بعد ما تم تعنيفنا بشتى الأشكال وصلت إلى حد الإغماء للرفيق "محمد الولكي" بعد ما تعرض للضرب على مستوى الرأس مخلفا جروحا غائرة .
2 – حيثيات ما بعد لحظة اعتقالنا:
كما سلف الذكر بتلك الصورة التي تم بها اعتقالنا واقتيادنا إلى " الكوميسارية المركزية " بــ "حمرية"، ليبدأ شوط آخر من أشواط التعذيب بعدما تم حجزنا بإحدى الحجرات مقيدي الأيدي، بدأ سيناريو الاستنطاق في فيلم درامي بطله من يصل إلى المعلومة الموجودة في ذهنه، رغم بعدها عن الواقع بموضوعيته، وبغض النظر عن الآليات والأساليب المستعملة قصد تكييف الواقع مع التهم التي سطرت قبل اعتقالنا حتى ، تم استدعاؤنا فرادى فرادى، والأسئلة تأتي من هنا وهناك ( أنت قاعدي ؟أنت انفصالي مع جبهة البوليساريو ؟ تتبنى الماركسية اللينينية ؟ لماذا كنت تتواجد بأشكال 20 فبراير؟، أنت من تحرض الطلبة والطالبات في مسيرات 20 فبراير ؟ يوم 28 أبريل كنت من بين قياديي ومؤطري المسيرة الطلابية المتوجهة نحو المعرض الدولي للفلاحة بمكناس ؟ كنت كذا وكذا في الشكل النضالي بكلية العلوم ...إلخ ) ويمكننا تسمية هذا الشوط بشوط "الإعتداء المتواصل " تتخلله بعض الأسئلة الطائشة نظرا لأن أصناف عديدة من التعذيب جربت في حقنا وببراعة، حتى التي كنا لا نلاحظها في أفلام هوليود، ونسمعها في زمن السبعينات في حق رفاق سعيدة وزروال ( الفلقة ، الطيارة ، القرعة ، التجريد من الملابس )، استمر هذا الواقع زهاء ثماني ساعات قبل أن يتم اقتيادنا إلى البهو المسمى لدى العموم ب " الفرمجة " وهناك تم إيداعنا وبللوا لنا الملابس، في وضعية لا تسمح برؤية بعضنا البعض، مفترشين الأرض وبدون أغطية . أما اليوم الموالي فلا يختلف عن سابقه، فالتسمية لاتزال هي نفسها، غير أن الأشخاص المؤديين لعملية الاستنطاق تغيروا . هذا من الرباط وذاك من مكناس... محاولين رسم الألوان الموجودة في أذهانهم على أنه الواقع ، حيث استمر التهديد وتم مواصلة الطريق التي بدؤوها في اليوم الثالث من العاشرة صباحا حتى الحادية عشر مساءا، محاولين استغلال عامل الإرهاق والجوع، وكل منا يسمع صراخ رفيقه المجاور له. تم تمديد إيداعنا بالكوميسارية لمدة تجاوزت 72 ساعة قبل أن يتم تقديمنا إلى محكمة الاستئناف لنفاجئ بمحاضر جاهزة ومضامين أقل ما يمكن القول عنها أنها كاريكاتورية وتبين أسطورة عهد الديمقراطية ؛ تهم بعيدة كل البعد عم ما شاهدناه في الكوميسارية وبهذا بدا شوط هو شوط التعذيب بامتياز .
3 – دخول المعتقل " تولال 2 "
ليلة يوم الخميس 20 دجنبر تم اقتيادنا نحو المعتقل المشؤوم الذكر " تولال 2 " لتبدأ المأساة مع الدقائق الأولى حيث استقبلنا مدير السجن وزبانيته ، ألطف الاستقبال إذ أنه واجهنا بكلمات هي كالتالي : ( هذه راها ماشي لافاك ، هذا راه حبس لبغى فيكوم يشوف ماشافو زروال يحرك عينو لحجبانو ، المجرم هذا هو جزاءو ، ... ) وبهذا الخطاب، تم توزيعنا عل أحياء السجن كل منا في حي مستقل مع معتقلي الحق العام ، دون أدنى أية إمكانية للتواصل فيما بيننا .
ما يمكن استخلاصه لحدود الآن :
- تردي شروط الحياة من حيث الوجبات المقدمة وأيضا انعدام إمكانية التطبيب .
- المضايقات اليومية والتعذيب المستمر ، فعلى مستوى يوم الاثنين 24 من نفس الشهر مثلا ، وصلت حدة المضايقات إلى درجة استدعاء كل منا مجردين من كل ملابسنا ، وانهالت علينا 30 ( موظف) ، بالضرب والرفس بالأرجل ، لتسجل إصابة الرفيق " آيت خافو منير " على مستو ى اليد اليمنى ، والرفيق " الصغيري سفيان " على مستوى الكتفين ، وذلك بحضور رئيس المعقل ومدير السجن .
- المراقبة اليومية وتسخير بعض معتقلي الحق العام لتقصي تحركاتنا وحتى ما نقوم بتدوينه ، إذ تم ترصد الرفيق " حسن كوكو " وضبط رسالة موجهة إلى أسرته ، ليتعرض مرة أخرى إلى الضرب المبرح وإيداعه ب " الكاشو " الذي يفتقد حتى للهواء النقي وبدون أغطية لمدة 12 يوم ، مع منعه من زيارة عائلته لمدة 45 يوم. وللإشارة ف " منير آيت خافو" بدوره تم إدخاله إلى "الكاشو" مؤخرا إلى حدود كتابة هذه الأسطر.
- أما خلال خطوة الإضراب عن الطعام التي أقدمنا عليها أواخر الشهر الفارط ،لم تتردد إدارة السجن على القيام لمجموعة من المحاولات اليائسة لإجبارنا على الأكل . لكن صلابتنا وقناعتنا كمعتقلين سياسيين ، لم يترك للإدارة خيارا آخر سوى التعذيب مرة أخرى ، ليتم إيداع الرفيق " حسن أهموش " في الحمام وضربه بخراطيم المياه بعد تجريده من ملابسه كلها .
- ويسجل كذلك أن عملية الاستنطاق استمرت بالمعتقل ، ففي كل مرة نتعرض للضرب والتنكيل وتوجه لنا مجموعة من الأسئلة على قضية الصحراء ( واش الصحراء مغربية ؟ ترديد النشيد الوطني ، عاش الملك ، ...) ليضطلع حارس السجن بدور ( المحقق) .
ومادمنا نؤمن إيمانا راسخا بان اعتقالنا هو اعتقال سياسي ، والتهم الموجهة لنا هي تهم ملفقة في محاضر جاهزة ، ومحاكماتنا هي محاكمات صورية ل " الإتحاد الوطني لطلبة المغرب " عامة ، بما في ذلك من تجريم للعمل النقابي والسياسي من داخل الجامعة المغربية ، وتفريش الأرضية لضرب ما تبقى من مجانية التعليم .
فإننا نعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي :
- تشبثنا بـــــــــ :
- الإتحاد الوطني لطلبة المغرب الممثل الشرعي الوحيد لكافة الطلبة المغاربة .
- هويتنا وهويتنا دائما الماركسية اللينينية .
- الملفات المطلبية التي أفرزتها الجماهير الطلابية في خضم المعارك النضالية بكافة المواقع الجامعية .
- تضامننا المطلق مع :
- نضالات الشعب المغربي ونحن على مشارف الذكرى الثانية لانتفاضة 20 فبراير المجيدة .
- معتقلي الشعب المغربي عامة ومعتقلي الحركة الطلابية خاصة .
- عائلة الشهيد " محمد الفيزازي " الذي استشهد على اثر التدخل القمعي بموقع " سايس".
- كافة المواقع الجامعية ( مراكش ، تازة ، مكناس ، …) .
- تنديدنا بــــــ :
- القمع المسلط على الحركة الطلابية والشعب المغربي عامة.
- التعذيب الذي طالنا وطال كل المعتقلين السياسيين في ربوع هذا الوطن الجريح .
- عزمنا على :
- الاستمرار على خطى شهدائنا الأبرار ومعتقلينا السياسيين .
- خوض خطوة الإضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد انتفاضة 20 فبراير
المجيدة ابتدءا من يومه 19 فبراير الجاري.
وفي الأخير نجدد دعوتنا لجماهير الإتحاد الوطني لطلبة المغرب الإمساك بجمرة التاريخ مهما كانت حارقة
وعاشت نضالات الشعب المغربي
وعاش الإتحاد الوطني لطلبة المغرب صامدا ومناضلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق