النهج الديمقراطي القاعدي
في 2011 / 10 / 14
ان الفاشية لا تعني
قطعا مجرد العداء للشيوعية، إنما هي في الوقت ذاته معادية للشعب، أما مهمتها فهي أن تضمن
من الناحية السياسية نجاح زحف
الرأسمال، و الاستغلال، و نهب الجماهير الشعبية من قبل الأقلية الرأسمالية، و تثبيت سطوة
هذه الأقلية على الأغلبية الشعبية. (جورجي ديمتروف)
إن الماركسية اللينينية
هي نظرية أممية لأنها تؤطر نضالات العمال من أجل القضاء على استغلال الإنسان لأخيه
الإنسان أي تشييد المجتمع اللاطبقي (المجتمع الشيوعي)، وهي بهذا تستهدف وحدة العمال
و المضطهدين (بفتح الهاء) على المستوى العالمي تحت شعار " يا عمــّـال العالم
اتحدوا"، ومنه يتبين و بالملموس أممية هذه النظرية التي أسسها كل من كارل ماركس
و فريديريك انجلس و سليلهما في النظرية و الممارسة فلاديمير لينين، فماركس لم يقل يا
عمّال فرنسا، أو ألمانيا أو أيها العمّال العرب أو اليهود، ولم يقل يا أيها العمّال
السود أو البيض ،…. و إنما يا عمال العالم باختلاف ألوانهم و أجناسهم و أشكالهم و لغاتهم
لأن لهم عدو واحد هو رأس المال والرأسماليين.
إننا ندافع عن أممية
هذه النظرية من منظورها ذاتها، فمن يدافع عن الشعار لكي ينسجم و ماركسيته ينبغي عليه
أن يقر بحق الأمم في تقرير المصير و أن يناضل بلا هوادة ضد التّعصب القومي البرجوازي.
إن الإمبريالية،وبدافع
سيطرتها الطبقية عالميا، تستعمل عدة أساليب للحفاض على سيطرتها منها المباشرة و غير
المباشرة، فهي لا تعرف سوى منطق واحد هو الربح و مراكمة رأس المال، هذا المنطق الذي
لن يتحقق إلا على حساب بؤس الشعوب و استعمارها و خرابها و تشتِيتها، فهي بذلك تشن أبشع
الحروب على مجموعة من البلدان و تنصب أنظمة عميلة تكون بمثابة تمثيليتها الإقتصادية،
السياسية وكذا الإيديولوجية لتوطيد مصلحة رأس المال، كما تعمل على تسييد و إثارة النزعات
القومية البرجوازية بهدف تشتيت وحدة العمال و الشعوب الكادحة أي نهج سياسة " فرق
تسد"، ولنا في تاريخ القرن العشرين عدة أمثلة ساطعة على ذلك الكل فينا يعرفها
و يعرف نتائجها الوخيمة. فشعب فلسطين مثلا شُرّد، ذُبّح لما تم استيطانه من طرف الكيان
الصهيوني الذي استغل وضع المسألة اليهودية_ بؤس و تشرُّد العمال اليهود على المستوى
العالمي_ استغل مقولة "شعب الله المختار" كي يؤهله ذلك لجمع و تزوير وعي
العديد من العمال المسحوقين و المهجَّرين قسرا لتبني المشروع الإمبريالي- الصهيوني
للقضاء على القضية الفلسطينية و انشاء ما سماه ((دولة اسرائيل)).
كذلك ما فعلته الفاشية
و النازية، باختلاف أشكالها من المانيا إلى إيطاليا إلى اليابان، بشعوب العالم مستغلة
هي الإخرى مجموعة من المقولات (الجنس الآري، الجنس الصافي، من أجل يابان بلا استثمار،…)
فتم إثارة حروب ذهب ضحيتها ملايين العمال و الكادحين، أضف إلى ذلك ما فعله ويفعله الظلاميون
الذين يستغلون الديانة الإسلامية من أجل تبني مشاريع رجعية محضة على طول خريطة العالم
(العراق وصراع السنة والشيعة نموذجا كما في لبنان و صراع الطوائف فيما بينها،كما في
الكونغو وصراع الهوتو و التيتسي،نفس الشئ في العديد من البلدان الأخرى(تركيا، السودان،
الصومال، البيرو، الهند، مصر، كردسان …)، فأول ما تعاديه هاته الأشكال من الفاشية باختلاف
آلياتها المعزوف عليها سواء كانت دينا،عرقا، لغة،… هو النظرية الماركسية اللنينية بكونها
نظرية علمية، و باعتبارها الخلاص الفكري الوحيد و الأوحد الذي سيرشد نضالات العمَّال
و الكادحين للوصول إلى المجتمع الشيوعي الخالي من الطبقات. من هذا المنطلق يكون المستهدف
الأول لهاته التيارات الرجعية هو المد الشيوعي، هو وحدة الشعوب.
إن النظام القائم
بالمغرب باعتباره، شأنه شأن كل الأنظمة العميلة في العديد من البلدان، يحرص أن يكون
كلب الحراسة الأمين الكلب المروض خير ترويض لأجل حماية الرأسمال الأجنبي هو الآخر يستهدف
الحفاظ على سيطرته الطبقية حتى ولو كان ذلك على حساب جماجم و دماء الجماهير الشعبية
من عمال و فلاحين فقراء و محرومين، فلأجل بلوغ هذا الهدف الخسيس يطبق جملة من المخططات
الطبقية في كافة حقول الصراع الطبقي و ينشر الجهل و الأمية ومواسم الشعودة و الخرافة
كما يسيد ثقافة الإنحلال عن طريق المهرجانات اليومية، إضافة إلى ذلك فهو يدعم كل من
شأنه أن يساهم في تشتيت وحدة الشعب المغربي، وهنا نشير إلى ما لعبته القوى الظلامية
في السبعينات مرورا بالتسعينات من دور هام في ضرب حركة التحرر الوطني ( اغتيال المناضلين
الثوريين) وتسييد فكرها الظلامي الذي يهدف إلى تجهيل الشعب عن طريق ثنيهم عن فكرة الصراع
الطبقي و محورة الصراع بين المسلمين و الملحدين. هاته المحاولات اليائسة التي لقيت
ردا من عموم الجماهير وبخاصة من طرف الحركة الطلابية المغربية المتمثلة في فضح هاته
القوى و كذا مواجهتها من طرف المناضلين المخلصين، و هذا ما تبين من خلال كل مراحل النضال
الشّـاق و العسير الذي حصن تواجد النقابة الطلابية أوطم بمبادئها الأربع، على الأقل
لحدود الآن في العديد من المواقع الجامعية كان لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي الدور
الريادي في هاته المواجهات لامتلاكه النظرية المنيعة و السديدة ألا وهي الماركسية اللنينية
و التي مكنته من توحيد و إرشاد نضالات الطلبة المغاربة بفضل علمية البرنامج المرحلي
الذي كان لهذا الفصيل شرف طرحه اجابة واضحة شافية لازمة الحركة، وكذا علمية الشعارات
التكتيكية التي أطر بها كل المراحل التي مرت منها الحركة.
لقد كان هجوم القوى
الظلامية على الحركة الطلابية خطوة صوب تفريش الأرضية المناسبة لتطبيق العديد من البنود
التخريبية من داخل الجامعة، هذا الهجوم الذي توج بصياغة البنك الدولي للعديد من التوصيات
و التوجيهات/ الأوامر التي ترمي إلى توجيه سياسة النظام القائم الداخلية في جملة من
القطاعات الحيوية، هاته التوجيهات التي تكلّلت بصياغة النظام لـ"ميثاق التربية
و التكوين" هذا المخطط الذي يصرح بشكل مفرط الوضوح بالهدف الطبقي المتمثل في خوصصة
التعليم الذي يعني دون لبس أو ابهام تشريد أبناء العمال و الفلاحين الفقراء وكافة المعدمين،
هذا المخطط الذي تمت قراءة خلفياته الإقتصادية، السياسية وكذا الايديولوجية و ترجمة
الموقف منه ليس فقط في القراءة النقدية "ميثاق وطني للتربية و التكوين‘‘ أم مخطط
طبقي للتركيع و التبضيع"، أو "بين ثنايا ميثاق التربية و التكوين وَ تقرير
البنك الدولي" الموقّعة بموقع مكناس سنة 2004 وإنما تم تجسيده في ميدان الصراع
داخل الجامعات حيث تم تفجير العديد من المعارك النضالية البطولية و الكفاحية التقدمية
قدم من خلالها الطلاب و المناضلون العديد من التضحيات الجمَّة نذكر منها على سبيل المثال
موسم 2003/2004 بمكناس، الراشدية وأكادير، وجدة، مراكش، … كان لفصيل النهج الديمقراطي
القاعدي النصيب الأوفر من هاته التضحيات من معتقلين، شهداء ، مطرودين… أكدت هاته المعارك
خرافة كل الطروحات المهادنة و اليمينية و كذا فضحت كل شعارات النظام القائم و بيادقه
الرجعية من داخل الجامعة المغربية و خارجها. هاته المعارك التي فرضت على النظام القائم
إعادة النظر في الأوراق التي يعتمدها لاجل ضرب كفاحية الحركة و البحث عن قوى مؤهلة
موضوعيا لِلَعب دور الظلاميين بهدف تكسير المد وشموخ النقابة الطلابية أوطم.
وبما أن
خدمة مصالح الإمبريالية في قطاع التعليم تفرض على النظام الإلتزام و الإسراع في احترام
المدة الزمنية التي رسمت له للانقضاض على ما تبقى من مجانية التعليم خصوصا إذا قرأنا
في إحدى بنود (ميثاق التربية و التكوين) هاته الصيغة "" تفرض رسوم التسجيل
بعد ثلاث سنوات من تطبيق مشروع الإصلاح""، أو صيغة "عشرية التربية و
التكوين "، وبعد صدور الترتيب العالمي لنفس المؤسسة المالية الذي جاء فيه أن قطاع
التعليم بالمغرب يتبوأ المراتب الأخيرة في الترتيب العالمي إلى جانب الصومال و جيبوتي،
فرضت على النظام و كعادته وضع قطاع التعليم ضمن مصحّة المستعجلات لتقديم "العلاجات"
اللازمة قصد إعطاء نفس جديد لوتيرة الهجوم أي وتيرة الخوصصة، لان الهجوم السابق غير
كاف بالنسبة إليه خصوصا إذا تذكّرنا حجم التضحيات الجسام، حجم المعارك الكفاحية بالمواقع
الجامعية مما حتم عليه صياغة ما سماه بـ"البرنامج الاستعجالي" الذي يشكل
"الميثاق الوطني للتربية و التكوين" وثيقته المرجعية بمعنى استمرارية لمسلسل
خوصصة التعليم و التسريع بهاته المهمّة . موازاة مع ذلك سارع الخطى لأجل ضرب قضية الصحراء
الغربية بالتطبيل لما أسماه "حكما ذاتيا"، هذا ما جعل القوى الشوفينية الرجعية
المعروفة بـ (((الحركة الثقافية الأمازيغية))) تجد نفسها و بشكل موضوعي بين أصابع النظام
كقوة تتقاطع مصالحها مع مصالحه، وبالتالي فهي المؤّهلة لإتمام ما بدأته حليفتها الرجعية
القوى الظلامية، هاته القوى _(((MCA)))التي ستترجم هذا التقاطع في ممارستها ومواقفها
لا سواءا اتجاه قطاع التعليم أو كذلك الصحراء الغربية من جهة، ومن جهة أخرى من خلال
هجومها المسلَّح على الحركة الطلابية المغربية والصحراوية (أكادير، تارة، مكناس، الراشدية،…)
هذا الهجوم تكلّل باغتيال مناضلين قاعديين هما عبد الرحمان الحسناوي ومحمد الطاهر ساسيوي،
فمن تكون هذه القوى؟ وما خلفيات تواجدها من داخل الجامعة؟
لا يمكن تصوُّر أو
قراءة ما تسمي نفسها بـ ((( الحركة الثقافية الأمازيغية))) في الشروط الحالية في صورة
محدَّدَة المعالِم تتحدَّد معالمها الأساسية فيما تنتجه من مواقف سياسية موحدة و تنظيم
فكري منسجم، ورؤية برنامجية واضحة، فبدون مبالغة فإن (((ح. ث.أ.))) هي عصابات مكونة
من أفراد يستغِلُّون بصورة واعية أو غير واعية_ فذلك لا يهم_ وضع المسألة الأمازيغية
ووضع أبناء الكادحين الناطقين بالأمازيغية، مؤطرين ذلك بمشاريع وهمية في جوهرها لا
تخرج عن نطاق الثقافة السائدة أي نطاق مصالح النظام القائم ذو الطبيعة اللاوطنية اللاديمقراطية
اللاشعبية، و التحالف الطبقي المُسيطِر، فهي _ MCA_ تنظر إلى تاريخ المغرب نظرة مثالية اعتمادا
على ما أنتجه علم الإجتماع البرجوازي المعاصر.
فمن بين المشاريع الوهمية التي تطبِّل
لها هاته القوى هو تحقيق أو تحرير أرض "تامازغا" من قبضة العرب و العروبين،
هاته الأرض التي تمتد من واحة سيوة في مصر شرقا حتى جزر الكناري غربا ومن سواحل البحر
الابيض المتوسط شمالا إلى نهر السنغال جنوبا، فببساطة تامة فإن _MCA_ تحول محور الصراع من صراع طبقي بين مالكي وسائل الإنتاج و بائعي قوة عملهم
فكما قال ماركس في البيان الشيوعي " لم يكن تاريخ المجتمعات سوى تاريخ لصراع الطبقات"،
صراعا بين العبيد والأسياد، بين الإقطاعيين و الاقنان، بين الرأسماليين و العمال، محولين
هذا الصراع إلى صراع بين " أمازيغي" و "عربي " مشوِّهين بذلك المسألة
الأمازيغية من داخل المغرب لضرب وحدة التحالف الطبقي الشعبي ككل موحَّد له خصائصه المميزة
التي لا ينكرها إلا أمثال باركلي المثالي.
فلنعد قليلا إلى
التاريخ لنتقصَّ الأساليب التي لطالما استعملتها الرجعية في العالم، تحديدا البرجوازية
الموغلة في الرجعية التي فاقت بوقاحتها وأكاذيبها جميع اشكال الرجعية الأخرى من حيث
تكييف ديماغوجيتها وفق الخصائص القومية لكل بلد، و نستحضر أوجه الشبه بين ما كانت تطرحه
النازية و الصهيونية و كل الأنظمة الفاشية لإخفاء الخراب و الإستغلال الذي يصدره تصدير
راسمال الإمبريالية المالي، إذ أن _MCA_ تتقاطع في جوهرها الرجعي مع هاته الأنظمة،
وتحديدا في الهدف الرئيسي المتمثل في ضرب الماركسية اللنينية لإضعاف حركات التحرر العالمية
و تقوية النفوذ البرجوازي من داخل الحركة العمالية، و هذا ما سيجعل _ ح ث أ_ حتميا
توجِّه سهامها من داخل الجامعة المغربية إلى فصيل النهج الديمقراطي القاعـــــدي باعتباره
فصيل يتبنى الماركسية الينينية، يضم مناضلين تقدميين مخلصين. فالملاحظ، و لو حتى من
بعيد، لكل متتبع لـ "الأنشطة" / البهارج التي تنظمها هاته القوى، سيصل لا
محال إلى هذا الإستنتاج، إذ تعمل هاته القوى كل ما بطاقتها لتشويه الفكر الماركسي اللنيني
ونشر روح العداء في صفوف الشعب و الطلاب خصوصا، فكما كانت الصهيونية تعمل على الوصول
إليه لتصل إلى ضرب الحركة الإشتراكية و المد الشيوعي المتنامي في بداية القرن العشرين
خصوصا بعد نجاح الثورة الإشتراكية العظمى 1917 بروسيا بقيادة الحزب البلشفي الذي صد
كل الطُرَّهات التي يقدمها حزب البوند "حزب العمال اليهود بروسيا" ، نفس
الشيء بالنسبة لنظام هتلر و موسليني الذي قتَّل ، ضرب و شتَّت الشعب الألماني و الإيطالي
في حرب رجعية هي الأخرى موجَّهة ضد كل ما هو تقدمــــي وما حققته تجربة الإشتراكية
بالإتحاد السوفياتي بقيادة سلطة العمال وكذا الإرث التحرري في جميع القارات الموجه
لاضعاف مواقع الإمبريالية وتصفية العالم من عفنها المقيت، فخطورة هاته النعرات القومية
و العنصرية بين عناصر الشعوب و دورها في وأد تقدم نضالاتها_الشعوب_ ضد الأنظمة الرجعية،
لواضحة كل الوضوح في مجموعة من البلدان مثال ذلك في لبنان الطائفية التي نخرتها التفرقة
وروح التشتت الذي يخفي سيطرة البرجوازية الكمبرادورية على حد تعبير مهدي عامل، فكل
القوى الشوفينية و الفاشية تتفق موضوعيا في العديد من النقاط في تحليلاتها و مواقفها
أي جوهرها و تختلف من حيث المساحيق التي تزين بها وجهها، يمكن اجمالها كالتالي:
¤العداء
التام للفكر الشيوعي والشيوعية و الشيوعيين الأمميين.
¤نكران
محرك التاريخ بما هو الصراع الطبقي و محورته إلى صراعات أفقية.
¤القراءة
الخاطئة و المزورة لتاريخ البلدان التي تتواجد بها.
¤الإسترزاق
على قادة و رموز قدموا عطاءات في تاريخ بلدانهم من أجل كسب فئات واسعة من الشعب.
¤مرجعيات
فكرية مثالية لا علاقة لها بالواقع المادي الملموس.
فهاكم هاته المقاربة
البسيطة لجملة المواقف التي تعتمد عليها هاته العصابات في سياستها على الأقل من داخل
الجامعات المغربية مع العلم أن الجامعة المغربية كانت وستظل مرآتا للصراع الطبقي ببلادنا:
المتحكم في زمام
السلطة السياسية: مخزن عروبي مع العلم أن هذه الكلمة أي "المخزن" هي كلمة
متجاوزة تاريخيا لأنها كانت في مراحل تاريخية ماضية غابرة تستعمل للدلالة على المناطق
الخاضعة لسيطرة الحاكم ضدا على مناطق "السيبة"، أما حاليا فإننا نتحدث عن
نظام سياسي اقتصادي ايديولوجي يملك جهاز الدولة في شقيه العسكري و الدواويني. أما عروبة
هذا "المخزن" عند هؤلاء تتلخص في كون القنوات التلفزية، المقررات الدراسية،…
منطوقة باللغة العربية، و أن دباجة الدستور تقول بأن المغرب بلد عربي،…إلخ، لكننا إذ
ندرك الوضع الحالي للمسألة الأمازيغية فإننا لا نحدد طبيعة النظام السائد من خلال اللغة
التي يعمل على تسييدها على حساب لغة أخرى بقدرما أن هذا التهميش هو نتاج طبيعته على
كافة الأصعدة ( اقتصادي سياسي ايديولوجي).
نوعية السياسة التعليمية:
تعليم عروبي قومجي، لماذا؟ لأن ((ميثاق التربية و التكوين)) عند هؤلاء خصص فقط بعض
الأسطر القليلة للأمازيغية، إذن فجوهر الميثاق عندهم هو عروبيته أما خوصصة قطاع التعليم_
مضمون هذا المخطط_ فلا يهمهم وبالتالي يتفقون معها طولا و عرضا.
قضية الصحراء الغربية:
جمهورية مزعومة لأنهم لا يقبلون تمزيق أرض "تامازغا" ، و هم مستعدين أتم
الإستعداد لضرب كل من سولت له نفسه المس بوحدة الأرض المذكورة آنفا. أي على لسان الكمبرادور
" المغرب في صحرائه و الصحراء في مغربها".
النهج الديمقراطي
القاعدي: فصيل عروبي قومجي يجب وأده من الجامعة لأنه يقول "قضية فلسطين قضية وطنية"
من منظور عروبة الشعبين المغربي و الفلسطيني الشيء الذي طالما دحضه التحليل العلمي
لهذا الموقف إذ ماذا يمكن لهؤلاء قوله عن مساندة هذا الفصيل لكافة الشعوب المضطهدة
( بفتح الهاء) منها التي لا علاقة لها باللغة العربية؟؟ !!! و يضيفون أن تبني موقف
الإطار النقابي أوطم في مؤتمره 15 من التعليم المنشود "لنناضل من أجل تعليم شعبي
ديمقراطي عربي علمي علماني و موحد" يبين عروبة الماركسيين المغاربة لكن في واقع
الحال و للإشارة فقط فمنذ ظهور النهج الديمقراطي القاعدي سنة 1979 قد تبنى الشعار الإستراتيجي
التالي " تعليم شعبي ديمقراطي علمي و موحد" ليس لكون موقف المؤتمر15 عروبي
و لكن لكون أن الشروط التي أفرزت ضرورة نقاش التعليم "العربي" و المتلخصة
أساسا في كون أن التعليم آنذاك كان بلغة المعمِّر(اللغة الفرنسية) قد تغيرت. أكثر من
ذلك لماذا نتحدث عن التعليم الشعبي؟؟؟ إذ أن المقصود بالتعليم الشعبي هو التعليم الذي
يلبي مطامح الشعب المغربي قاطبة، ونقول بأننا ندافع عن الموقف الذي خلص إليه الموتمر15
من التعليم في شروطه التاريخية.
فلنتساءل جميعا عن
ماهية المرجعية الفكرية التي جعلت هاته القوى تخرج بمثل هاته المواقف ؟ إنهم يتحدثون
ودون خجل على أنهم يسترشدون بعصارة الفكر البشري علما بأن الفكر البشري يتميز بصراع
بين معسكرين كبيرين لا ثالث لهما، فكر علمي و فكر لا علمي، فكيف يمكن الجمع بين المثالية
و المادية في كفة واحدة كمن يريد من الزيت و الماء الإنسجام التام، وهذا ما لايمكن
الحديث عنه إلا عند مثالي لا أدري يحاول محاولة طوبوية الحصول على نتيجة علمية بمنطلقات
واهية، إذن فمعالم هاته المرجعية المزعومة هي إذن في مستنقع المثالية المغرقة في الرجعية.
فلنتساءل كذلك عن
الأهداف التي يتم ترجمتها على المستوى العملي أي بتعبير أدق برنامج ((( الحركة الثقافية
الأمازيغية))) و نعلم جميعا بأن البرنامج هو الخط الرابط بين سماء الفكر و أرض الممارسة.
مضمون إجابتهم هو برنامج وهمي وهمية المرجعية الفكرية، فأهداف هؤلاء الهلاميين الضالين
طبقيا هو "مشروع تامازغا"، فيا ترى أي نمط من الإنتاج سيكون في "تامازغا"؟؟
لاحظوا هاته الإجابات
التي أطربنا بها أصحاب هذا المشروع الهلامي كلما أتيحت لهم الفرصة لذلك: إقتصاد أمازيغي،
مساوات أمازيغية، التنمية الأمازيغية الدائمة !!!! إنها العهارة في التفكير و الندالة
في نسج خيوط عالم لا خيوط له.
وما هو السبيل للوصول
لهاته الأهداف..؟؟؟ الإجابة كالتالي: الإحتجاج، التصحيح، النقد، النسبية،العلمانية،
العقلانية، ….إلخ.
أيتها الجماهير الشعبية،
أيتها الجماهير الطلابية أبناء شعبنا الكادح:
إن هاته الكتلة الهلامية
إذ تدر الرماد على أعين الجماهير من جهة نحو السراب فهي في نفس الآن تغرس أنيابها الحادة
و سمومها الفاشية في جسد وحدة شعبنا و تقطع أوْصَال حركتِنا فلا يمكن القضاء على الحرب
الرجعية إلا بالحرب الثورية. فمحمد بن عبد الكريم الخطابي ، عسو بسلام و موحا وحموالزياني…
حملوا على أكتافهم البندقية ضد الإستعمار و المستعمِرين و دافع عن خطهم وواصل طريقهم
كل من زروال، سعيدة، الحسناوي، الساسيوي،…. في حرب يخوضها الشرفاء حتى فناء الرجعية.إن
الطلبة القاعديين و مند بروزهم من داخل الجامعة لم يتوانوا في الدفاع و ضمان المساوات
في الحقوق بين القوميات و اللغات متشبثين بالتحليل الماركسي اللنيني العلمي لكل المسائل
و القضايا التي تواجه الحركة الجماهيرية عامة والطلابية خاصة، كما كانوا الحرصين الأوائل
على وحدة الحركة الطلابية من داخل الإطار الشامخ و العتيد الإتحاد الوطني لطلبة المغرب
بمبادئه التقدمية، و دفاعهم عن المسألة الأمازيغية باعتبارها كذلك مسألة ديمقراطية
لا يمكن الإجابة عليها خارج المهمة التاريخية و المرحلية لشعبنا الكادح بقيادة الطبقة
العاملة ألا وهي الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية بما هي دك أسس هذا النظام القائم
بطبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية و الإستعاضة عنه بنظام ديمقراطي يكون إطارا
لحل كل القضايا الديمقراطية، يقول الرفيق لينين "" ليس بماركسي ولا حتى بديمقراطي
من لا يؤمن بالمساواة في الحقوق بين اللغات و القوميات ومن لا يدافع عنها ومن لايناضل
ضد كل اضطهاد لغوي وضد كل عدم مساوات قومية""
فدفاع القاعديين
عن وحدة شعبنا الكادح ومن داخلها وحدة الجماهير الطلابية يتمظهر في كل الأنشطة التي
يقوم بها هذا الفصيل تجسيدا و ترجمة للمضمون العلمي من التعليم المنشود في المرحلة
التاريخية التي يقطعها الصراع الطبقي ببلادنا ألا وهو التعليم الشعبي الديمقراطي العلمي
و الموحد، وكذا دفاعه عن الثقافة البديلة للثقافة التي يعمل النظام القائم و كل المتكالبين
على نشرها في أوساط الطلاب تحت الشعار الذي طرح في المؤتمر15 _ القفزة النوعية في تاريخ
الحركة الطلابية_ "ثقافة شعبية جامعة موازية"" وما التناقض الرئيسي
بين موقف النهج الديمقراطي القاعــــدي من (((الميثاق الوطني للتربية و التكوين)))
باعتباره مخطط طبقي للتركيع و التبضيع يهدف إلى ضرب مجانية التعليم من جهة، و موقف
القوى الشوفينية الرجعية _ الهلام الفاشي_ من هذا الميثاق باعتباره (( ميثاق عروبي))
من جهة ثانية، لهو ركيزة أساسية لتحديد من يدافع بالفعل عن مصالح الشعب المغربي الفعلية
ومن يكرس سيطرة البرجوازية الكمبرادورية وكل عملائها الرجعيين. أضف إلى ذلك صمود الفصيل
الثوري بتبنيه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتطبيل هؤلاء الضالين طبقيا لموقف
النظام القائم في محاولاته تصفية قضية هذا الشعب عن طريق شعار ((الحكم الذاتي)) بالرغم
من كل المساحيق التي تحاول هاته القوى من خلالها إخفاء موقفها الواضح من الصحراء الغربية.
كل هاته الإعتبارات تجعل من ((( ح.ت.أ.))) موضوعيا بين كفي النظام القائم، لتكون أداته
الجديدة القديمة لتشتيت الحركة الجماهيرية بشكل عام و الحركة الطلابية بمنبع كفاحيتها
و قلبها النابض النهج الديمقراطي القاعدي الذي كان له شرف طرح الإجابة العلمية لأزمة
الحركة الطلابية المتمثلة تحديدا في البرنامج المرحلي و الشعار التكتيكي " المجانية
أو الاستشهاد".
إن النزعة الشوفينية
و العنصرية هي إجابة مغلوطة، مقلوبة، عاجزة و بعيدة عن التحليل الملموس ، فشروط انتشارها
لا يمكن فهمها خارج واقع الفقر وحرمان فئات الشعب المغربي من ابسط الحقوق و الحريات
. أننا نقول دائما بأن الذي يضع الحزام الناسف على جسده و يفجر نفسه عند الظلاميين
هم أبناء من أوساط كادحة فلا ننسى أو نتناسى هذا الواقع بالإضافة إلى كون أن وضع الأمازيغية
بقي على ما هو عليه بالرغم من كل المساحيق التي يتبجح بها النظام العميل.
إن انتصار الشعوب
يأتي بوحدتها، وانتصار العمال رهين بوحدتهم و الإنتصار لن يتأتى إلا بقطع الطريق على
كل من سولت له نفسه ضرب هاته الوحدة بتوعية الجماهير، و تفسير الواقع المعاش تفسيرا
علميا و معرفة قوانين حركية المجتمع و مصدر البؤس وكذا تقديم الحلول العلمية لكل القضايا
القومية و الضرب بيد من حديد كل الفاشيين.
نحن لسنا بشيوعيين
يبشرون منذ الآن بسلم أبدي بينما يجهز أعداءنا أنفسهم في كل مكان للمعركة، إننا نعلم
جيدا أننا لن نستطيع في أي مكان كان أن ننتقل إلى عالم أفضل قبل أن ننتزع حقوقنا السياسية
بالقوة، فنحن لا نريد أن ندر الرماد على عيون الشعب بل أن نقول له الحقيقة و نلفت انتباهه
إلى اقتراب العاصفة لكي يستطيع أن يأخذ حذره.
عاشت
الأمازيغية الموت للفاشية
فمزيدا
من فضح كل أعداء وحدة شعبنا
عاشت
نضالات الحركة الجماهيرية
عاشت
نضالات الحركة الطلابية
عاش
الإتحاد الوطني لطلبة المغرب
عاش
النهج الديمقراطي القاعدي منبعا للثوار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق