-->
3efrit blogger

الثلاثاء، 24 يونيو 2014

إطلالة موجزة على تاريخ النهج الديمقراطي القاعدي



لقد تشبث فصيل النهج الديمقراطي القاعدي منذ تأسيسه سنة 1979 وإعلانه الاستقلال  التنظيمي (1) عن كافة التنظيمات بالمغرب، والذي يعد امتدادا موضوعيا ونوعيا للطلبة الجبهويين(الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين المشكلة سنة 1972(، بخط النظرية الماركسية اللينينية كمرشد للعمل، وقد تعاطى مع كل القضايا الاجتماعية (البطالة، الانتفاضات الشعبية، خوصصة القطاعات الاجتماعية...) والديمقراطية (قضية الصحراء الغربية، القضية الفلسطينية...) بروح علمية سديدة وخلاقة واضعا كل قضية في سياقها الصحيح والتاريخي، وميز بين القضايا ما هي ديمقراطية وطنية وما هي اشتراكية ترجمها في نقط البرنامج الديمقراطي العام سنة 1979، وقد تشبث بالثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، بقيادة الطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين من فلاحين معدمين وصغار البرجوازيين، وقد تدققت هذه الرؤية الإستراتيجية من خلال الإجابة النوعية التي قدمها سنة 1986 في شخص البرنامج المرحلي بما هو برنامج للحركة الطلابية، الذي استطاع الربط الجدلي بين المعارك النضالية التي تخوضها الحركة الطلابية والمعركة الطبقية الإستراتيجية، إنها حقا تمثل إجابة دقيقية علمية استوعبت كافة الطاقات النضالية وأرشدتهم في الاتجاه الصحيح.

فالتاريخ النضالي للطلبة القاعديين حافل بالعطاءات والتضحيات الجسام، فقد عبروا عن تشبثهم بخط الجماهير الكادحة من أجل التغيير الثوري عبر دك البنية الطبقية، فأصبحت التجربة محل أطماع العديد من الأطراف السياسية. فالقوى الإصلاحية عبرت عن عدائها التاريخي والمطلق لكل فكر علمي يقود الشعوب نحو التحرر والاشتراكية، أكثر من ذلك عملت وتعمل على تلجيم الجماهير في جميع حقول الصراع الطبقي(المؤتمر 16 لأوطم نموذجا) وعلى المستوى السياسي فإنها لا تتردد في تمزيق وحدة الطبقة العاملة بتأسيس نقابات بيروقراطية كملحقة لأحزابها، ولا تكتفي بهذا بل وصلت بها الوقاحة إلى التواطؤ المباشر مع الأجهزة القمعية للنظام القائم ومؤسساته للنيل من المناضلين وتقديمهم إلى المحاكمات الرجعية وغير ذلك.

أما التحريفية سواء تعلق الأمر برفاق الأمس أو رفاق ما قبل الأمس فإنهم يجتمعون كلهم على تحريف العمل الثوري بالمغرب المستند للماركسية اللينينية وتبني طروحات انتهازية/ تصفوية، وهذا ما عبرت عنه مجموعة الأوراق التي نحن بصدد الإشارة إليها. فهيأة "الإنصاف والمصالحة" المشكلة بإرادة النظام القائم وتحت إشراف شكلي لحفنة من الخونة الذين لم تعد تربطهم بالفكر الماركسي أية صلة، قدموا للنظام القائم خدمات جلية عبر التنفيس عن أزمته البنيوية.هذه الخطوات لا يمكن اعتبارها إلا بمثابة مؤامرة ضد المناضلين الذين ضحوا في مراحل معينة بالغالي والنفيس لغد أفضل إلى جانب الكادحين والمسحوقين...
أما تحريفيونا الجدد وبسبب اطلاعهم على قسط مهم من تجربة الطلبة القاعديين فقد عملوا على نخر هذه التجربة الواقفة سدا منيعا أمامهم وأمام جميع المؤامرات التي تستهدفهم.
فمنذ نهاية عقد الثمانينات وبعد الانهيار الحتمي للتجربة التحريفية بدول الاتحاد السوفياتي ودول شرق أوربا وما تلاها من ردود أفعال وتقديم نقد ذاتي لبعض المناضلين ،كان الطلابية المغربية و النهج الديمقراطي القاعدي نصيب في تداعيات السقوط بتبنيه الفكر الماركسي اللينينيي، فتوجت هذه الموجة العالمية ببروز خطوط تحريفية أهمها (الكلمة الممانعة89،94،96،أنصار القوى الرجعية)فكان لها وقع كبير على الحركة الطلابية، لكن سرعان ما تلاشت هذه الأوراق وذبلت وسقط كأوراق الخريف، لتلتحق بأخواتها إلى مستنقع المهادنة ،وكان للمناضلين القاعديينالدور الحاسم في ذلك، للدفع بالحركة الطلابية إلى الأمام، هذا بالرغم من دخول القوى الظلامية إلى الجامعة وتكثيف انزالاتها العسكرية لملاحقة المناضلين وتصفيتهم جسديا(اغتيال المعطي بوملي سنة 1991 بوجدة، اغتيال ايت الجيد بنعيسى بفاس سنة 1993) وتقديمهم إلى الأجهزة القمعية.

وقد نالت كل المواقع الجامعية بالمغرب وبدون استثناء نصيبها من مؤامرة القوى الظلامية ، وما سيزيد من تصليب عود الطلبة القاعديين وصقل تجربتهم هو تعدد جبهات الصراع، فمن جهة يستوجب عليهم مواجهة القوى الظلامية عسكريا وفضحهم نظريا، وكذا المراكمة النظرية والسياسية والتنظيمية، إضافة إلى الحذر من الاختراقات، وكذا التصدي لمن يحاول النيل من تجربتهم.

فنظرا للشروط الذاتية والموضوعية التي تمر بها الحركة الجماهيرية المتمثلة في غياب الحزب الماركسي اللينيني المغربي المعبر عن مصالح الطبقة العاملة التي ستجعل من تجربة الطلبة القاعديين تاريخا ملازما لبروز التحريفية، ستتفرخ وجهة نظر 94 التي اصطدمت مع "الأمر الواقع" وأصبحت تشكك في ثوابت الطلبة القاعديين من قبيل "هل مواجهة القوى الظلامية مرحلية أم إستراتيجية"،"البرنامج المرحلي سطر سنة 1986 والقوى الظلامية ظهرت بداية التسعينيات"،" يجب التقليص من مواجهة البيروقراطية"، كل هذه الترهات/التراجعات كانت مؤطرة بوثيقة: " من اجل تجذير الوعي الطلابي". بعدها ستنكشف خيانة أخرى سنة 1996 عندما ظهر  مجموعة من أنصار "خط الجريدة" الذين تبنوا إصدار جريدة علنية لاستثمار كل ما قدمته الحركة الماركسية اللينينية من تضحيات، وقطع الطريق أمام "القوى الانتهازية" (على حد تعبيرهم) من الاسترزاق على تراث الحملم، وجل هؤلاء الرفاق كانوا يتبنون الورقة المقدمة في مسلسل التجميع/التشتيت  سنة 95 من قبل "نور الدين الجواهري" وكذا ورقة حسن احراث "التحاق الشجعان بالقوى السياسية". وقد رافق هذه الأوراق ردة فعل يسراوية ترجمت في تبني موقف" الكل رجعي" من طرف مجموعة الرفاق . فنتج عن هذا الوضع تشرذما واضحا وفقدان الثقة بين المناضلين في كل المواقع الجامعية، فانتشرت هذه الأوراق( أنصار 94، أنصار 96...) في مجموعة من المواقع ( أكادير ، مراكش، الرشيدية...) لاستقطاب مزيدا من المناضلين لجوقتهم.

وهنا نشير إلى أن جميع الأوراق التحريفية لم تكن إفرازا لواقع الحركة الطلابية فقط (رغم أن لها دور كبير) بل هي نتاج وإفراز واقع الصراع الطبقي بالمغرب وما رافقه من نقاشات سياسية ونظرية في صفوف المناضلين

فرغم كيد التحريفيين وحبك مؤامرة بعد أخرى، فان الحركة الطلابية بقيادتها السياسية النهج الديمقراطي القاعدي لازالت تمثل الرقم الصعب في معادلة الصراع الطبقي بالمغرب، الشيء الذي جعل النظام لا يتواني في قمعها سواء بشكل مباشر او غير مباشر.


هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

ta7iyati lrifa9 soumoud wa 3ala tari9 chohada2ina w mo3ta9alina lan na7id

غير معرف يقول...

لشدة الضربات التي تلقاها النهج الديموقراطي القاعدي مند ان ظهر للوجود سنة 1979 انضاف هدا الاخير الدي يسمي نفسه بالتوجه القاعدي متجلببا تارة ببعض مواقف الطلبة القاعديين حتى لا يشكل قطيعة مع فكرهم وممارستهم ليتسنى له استقطاب المناضلين بل استهدافهم ونسج علاقات معهم لثنيهم عن الدخول في تجربة الطلبة القاعديين معلنا لهم عن انه هو تجربة القاعديين .لكن هيهات لانه بكل بساطة تستطيع ان تكدب لبعض الوقت ولا تستطيع ان تكدب لطول الوقت على المناضلين والمناضلات .لن ادهب في حكي السياق الدي انتج هدا المتطفل الجديد على تجربة القاعديين وتضحياتهم الجسام واتحدث عن تجربة كل من تطوان وطنجة او كل المواقع الجامعية التي بدورها تعرف هجوما تلو الاخر والهدف واحد هو الضرب بيد من حديد لاقبار القاعديين وطمس هويتهم التقدمية والكفاحية بل حتى برنامجهم الواضح المعالم وبطبيعة الحال المطروح للطلبة وللحركة الطلابية وملقى على عاتق المناضلين القاعديين الدفاع عنه وتوضيحه للجماهير قصد تبنيه هدا البرنامج بنقطه الثلات هو كطاكتيك للمرحلة ويكثف في نفس الوقت للاستراتيجي لنفس المرحلة .وبطبيعة الحال وباعتبار الطلبة القاعديين ماركسيين لينينين من داخل الجامعة فالماركسية اللينينية هي دليلهم ومرشدهم للعمل وبرنامجهم مستقى وبكل دقة من قراءة علمية ثاقبة لواقع المجتمع المغربي في علاقته بواقع المجتمع الانساني ككل .لكن رغم الضربات الشديدة الموجهة ضد الطلبة القاعديين وتجربتهم المريرة المجسدة بالتضحيات الجسام المسطرة بدماء شهدائهم الابطال دم الدوريدي وبالهواري شباظة عبد الحق ودم المعطي بوملي وبوعبيد حفيظ . تضحيات سطرت بقرون من السجن وزعت على خيرة اباء هدا الوطن الجريح لا لشيء الا لانهم اختاروا طريق النضال لا طريق المهادنة ضد النظام القائم بالبلاد وحلفائه من قوى ظلامية وشوفينية ودرعه الواقي القوى الرجعية وكل الخطوط التحريفية التي بطبيعة الحال قاسمها المشترك واضح للعيان والدي يتجلى في مغازلة القوى الرجعية واعتبارها من لدنهم قوى اصلاحية هدا القاسم المشترك يجعلها كلها تسبح في طرح العمل الوحدوي معها كل واحد يتفنن في شكله فمنهم من يطرحه وفق حد ادنى سياسي وهنا متى كان للطلبة القاعديين حد ادنى سياسي مع القوى الرجعية ومنهم من يطرح الوحدة النضالية معها وهنا متى كانت هاته القوى تناضل الى جانب فئات هدا الشعب المقهور وهنا لن ننسى مواقفها من كل الانتفاضات الشعبية مند الاستقلال الشكلي الى يومنا هدا ومنهم من يطرح الهيكلة لاوطم معها بحيث تكون لها تمثيلية في هياكل اوطم ههه كانهم يطلبون منها المضلة السياسية ...لكن فرقعاتهم جميعا سرعان ما تنفقع على ارض الواقع الصلبة لان القوى الرجعية اشد حرصا على تنفيد جرائمها في صفوف الطلبة وعموم ابناء الشعب الكادح وللاستفادة اكثر المرجو العودة الى توصيات مؤتمراتها .وتتبع مسارها مند خمسينيات هدا القرن الى يومنا هدا .