-->
3efrit blogger

السبت، 28 يونيو 2014

لا بديل عن مواجهة القوى الشوفينية الرجعية..



"من شاء أن يخدم البروليتاريا لا بد له أن يجمع صفوف العمال من جميع القوميات وأن يناضل بلا كلل ولا تردد ضد التعصب القومي البورجوازي، ضد تعصب "أمته بالذات" وضد تعصب الأمم الأخرى. ومن أراد الدفاع عن شعار الثقافة القومية، فلا مكان له إلا بين القوميين البورجوازيين الصغار لا بين الماركسيين ". لينين مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية. ص22



I. إطلالة موجزة على تاريخ الطلبة القاعديين

لقد تشبث فصيل النهج الديمقراطي القاعدي منذ تأسيسه سنة 1979 وإعلانه الاستقلال التنظيمي (1) عن كافة التنظيمات بالمغرب، والذي يعد امتدادا موضوعيا ونوعيا للطلبة الجبهويين(الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين المشكلة سنة 1972)، بخط النظرية الماركسية اللينينية كمرشد للعمل، وقد تعاطى مع كل القضايا الاجتماعية (البطالة، الانتفاضات الشعبية، خوصصة القطاعات الاجتماعية...) والديمقراطية (قضية الصحراء الغربية، القضية الفلسطينية...) بروح علمية سديدة وخلاقة واضعا كل قضية في سياقها الصحيح والتاريخي، وميز بين القضايا ما هي ديمقراطيةوطنية وما هي اشتراكية ترجمها في نقط البرنامج الديمقراطي العام سنة 1979، وقد تشبث بالثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، بقيادة الطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين من فلاحين معدمين وصغار البرجوازيين، وقد تدققت هذه الرؤية الإستراتيجية من خلال الإجابة النوعية التي قدمها سنة 1986 في شخص البرنامج المرحلي بما هو برنامج للحركة الطلابية، الذي استطاع الربط الجدلي بين المعارك النضالية التي تخوضها الحركة الطلابية والمعركة الطبقية الإستراتيجية، إنها حقا تمثل إجابة دقيقية علمية استوعبت كافة الطاقات النضالية وأرشدتهم في الاتجاه الصحيح.

فالتاريخ النضالي للطلبة القاعديين حافل بالعطاءات والتضحيات الجسام، فقد عبروا عن تشبثهم بخط الجماهير الكادحة من أجل التغيير الثوري عبر دك البنية الطبقية، فأصبحت التجربة محل أطماع العديد من الأطراف السياسية. فالقوى الإصلاحية عبرت عن عدائها التاريخي والمطلق لكل فكر علمي يقود الشعوب نحو التحرر والاشتراكية، أكثر من ذلك عملت وتعمل على تلجيم الجماهير في جميع حقول الصراع الطبقي(المؤتمر 16 لأوطم نموذجا) وعلى المستوى السياسي فإنها لا تتردد في تمزيق وحدة الطبقة العاملة بتأسيس نقابات بيروقراطية كملحقة لأحزابها، ولا تكتفي بهذا بل وصلت بها الوقاحة إلى التواطؤ المباشر مع الأجهزة القمعية للنظام القائم ومؤسساته للنيل من المناضلين وتقديمهم إلى المحاكمات الرجعية وغير ذلك.

أما التحريفية سواء تعلق الأمر برفاق الأمس أو رفاق ما قبل الأمس فإنهم يجتمعون كلهم على تحريف العمل الثوري بالمغرب المستند للماركسية اللينينية وتبني طروحات انتهازية/ تصفوية، وهذا ما عبرت عنه مجموعة الأوراق التي نحن بصدد الإشارة إليها. فهيأة "الإنصاف والمصالحة" المشكلة بإرادة النظام القائم وتحت إشراف شكلي لحفنة من الخونة الذين لم تعد تربطهم بالفكر الماركسي أية صلة، قدموا للنظام القائم خدمات جلية عبر التنفيس عن أزمته البنيوية.هذه الخطوات لا يمكن اعتبارها إلا بمثابة مؤامرة ضد المناضلين الذين ضحوا في مراحل معينة بالغالي والنفيس لغد أفضل إلى جانب الكادحين والمسحوقين...

أما تحريفيونا الجدد وبسبب اطلاعهم على قسط مهم من تجربة الطلبة القاعديين فقد عملوا على نخر هذه التجربة الواقفة سدا منيعا أمامهم وأمام جميع المؤامرات التي تستهدفهم.

فمنذ نهاية عقد الثمانينات وبعد الانهيار الحتمي للتجربة التحريفية بدول الاتحاد السوفياتي ودول شرق أوربا وما تلاها من ردود أفعال وتقديم نقد ذاتي لبعض المناضلين ،كان الطلابية المغربية و النهج الديمقراطي القاعدي نصيب في تداعيات السقوط بتبنيه الفكر الماركسي اللينينيي، فتوجت هذه الموجة العالمية ببروز خطوط تحريفية أهمها (الكلمة الممانعة89،94،96،أنصار القوى الرجعية)فكان لها وقع كبير على الحركة الطلابية، لكن سرعان ما تلاشت هذه الأوراق وذبلت وسقط كأوراق الخريف، لتلتحق بأخواتها إلى مستنقع المهادنة ،وكان للمناضلين القاعديينالدور الحاسم في ذلك، للدفع بالحركة الطلابية إلى الأمام، هذا بالرغم من دخول القوى الظلامية إلى الجامعة وتكثيف انزالاتها العسكرية لملاحقة المناضلين وتصفيتهم جسديا(اغتيال المعطي بوملي سنة 1991 بوجدة، اغتيال ايت الجيد بنعيسى بفاس سنة 1993) وتقديمهم إلى الأجهزة القمعية.

وقد نالت كل المواقع الجامعية بالمغرب وبدون استثناء نصيبها من مؤامرة القوى الظلامية ، وما سيزيد من تصليب عود الطلبة القاعديين وصقل تجربتهم هو تعدد جبهات الصراع، فمن جهة يستوجب عليهم مواجهة القوى الظلامية عسكريا وفضحهم نظريا، وكذا المراكمة النظرية والسياسية والتنظيمية، إضافة إلى الحذر من الاختراقات، وكذا التصدي لمن يحاول النيل من تجربتهم.

فنظرا للشروط الذاتية والموضوعية التي تمر بها الحركة الجماهيرية المتمثلة في غياب الحزب الماركسي اللينيني المغربي المعبر عن مصالح الطبقة العاملة التي ستجعل من تجربة الطلبة القاعديين تاريخا ملازما لبروز التحريفية، ستتفرخ وجهة نظر 94 التي اصطدمت مع "الأمر الواقع" وأصبحت تشكك في ثوابت الطلبة القاعديين من قبيل "هل مواجهة القوى الظلامية مرحلية أم إستراتيجية"،"البرنامج المرحلي سطر سنة 1986 والقوى الظلامية ظهرت بداية التسعينيات"،" يجب التقليص من مواجهة البيروقراطية"، كل هذه الترهات/التراجعات كانت مؤطرة بوثيقة: " من اجل تجذير الوعي الطلابي". بعدها ستنكشف خيانة أخرى سنة 1996 عندما ظهر مجموعة من أنصار "خط الجريدة" الذين تبنوا إصدار جريدة علنية لاستثمار كل ما قدمته الحركة الماركسية اللينينية من تضحيات، وقطع الطريق أمام "القوى الانتهازية" (على حد تعبيرهم) من الاسترزاق على تراث الحملم، وجل هؤلاء الرفاق كانوا يتبنون الورقة المقدمة في مسلسل التجميع/التشتيت سنة 95 من قبل "نور الدين الجواهري" وكذا ورقة حسن احراث "التحاق الشجعان بالقوى السياسية". وقد رافق هذه الأوراق ردة فعل يسراوية ترجمت في تبني موقف" الكل رجعي" من طرف مجموعة الرفاق . فنتج عن هذا الوضع تشرذما واضحا وفقدان الثقة بين المناضلين في كل المواقع الجامعية، فانتشرت هذه الأوراق( أنصار 94، أنصار 96...) في مجموعة من المواقع ( أكادير ، مراكش، الرشيدية...) لاستقطاب مزيدا من المناضلين لجوقتهم.

وهنا نشير إلى أن جميع الأوراق التحريفية لم تكن إفرازا لواقع الحركة الطلابية فقط (رغم أن لها دور كبير) بل هي نتاج وإفراز واقع الصراع الطبقي بالمغرب وما رافقه من نقاشات سياسية ونظرية في صفوف المناضلين. 
فرغم كيد التحريفيين وحبك مؤامرة بعد أخرى، فان الحركة الطلابية بقيادتها السياسية النهج الديمقراطي القاعدي لازالت تمثل الرقم الصعب في معادلة الصراع الطبقي بالمغرب، الشيء الذي جعل النظام لا يتواني في قمعها سواء بشكل مباشر او غير مباشر.


II. وقفة عن أحداث اغتيال المناضلين القاعديين.

لقد شنت مؤخرا القوى الرجعية الشوفينية المعروفة بـ (MCA) بعدد من المواقع الجامعية(تازة، اكادير، مكناس، الرشيدية...) هجمة رجعية مسعورة ،أدت حسب علم الجميع إلى استشهاد مناضلين قاعديين: حسناوي عبد الرحمان يوم 12 ماي 2007 بالحي الجامعي بالرشيدية( انظر الملحق 1) و ساسيوي محمد الطاهر يوم 22 ماي 2007 بكلية الحقوق بمكناس(انظر الملحق2).

فبعيدا عن طقوس العزاء الرجعية ، لا يسعنا كمناضلين قاعديين إلا أن نتشبث بخط شهدائنا الأبرار مادامت دماؤهم الزكية والغالية عربون تضحية الماركسيين اللينينيين.

لقد اعتمد النظام القائم بالمغرب ذوالطبيعة اللاوطنية اللاديمقرطية اللاشعبية على ترجمة كل المخططات المملات عليه من طرف المؤسسات المالية الإمبريالية كنتيجة حتمية لطبيعة ولادته ، وتمثل صفقة "اكس ليبان" النواة الأولى لتشكله، لكن بعد هذه الولادة الغير شرعية سيعمل دوما على تجديد شروط سيطرته الطبقية سواء برفع شعارات لتأطير فترة معينة( المسلسل الديمقراطي، تجنيد الجبهة الداخلية،السلم الاجتماعي...) أو بتشجيع الرساميل الأجنبية لولوج السوق المغربية، أكثر من ذلك احتضانه لمجموعة من المؤامرات الخيانية سواء المتعلقة بإعادة اقتسام دول شمال إفريقيا ودول "العالم الثالث" (اتفاقية الكات بمراكش سنة 1994) او عبر احتضانه لمجموعة من المحافل الدولية لتصفية الحركات التحررية العالمية وكذا جهده الجاهد في تصفية القضية الفلسطينية( لجنة القدس، مشروع روجرز، اتفاقية فاس).

ولكي يجدد سيطرته الطبقية في حقل التعليم الجامعي (بشكل خاص) كمؤسسة لإنتاج وإعادة إنتاج نفس علاقات الإنتاج الطبقية القائمة، فانه يلجأ إلى أساليب عدة ومتنوعة منها: القمع المباشر( قمع المعارك النضالية والاعتصامات، حظر اوطم قانونيا سنة 1973 بعد نجاح المؤتمر 15 سنة 72، جهاز الاواكس...) او سياسة الاحتواء (المؤتمر 16 لاوطم سنة 1979 ) أو القمع بالتوكيل. فخلال عقد التسعينيات وبعد فشل الأسلوبين الأولين، لجأ إلى أسلوب أكثر وقاحة وتمثل في جعل القوى الظلامية تحل محل جهاز الاواكس في قمع المناضلين واغتيالهم( اغتيال المعطي بوملي سنة بوجدة 1991، وايت الجيد بنعيسى سنة 1993 بفاس) ونشر ثقافة الخنوع واليأس والاستسلام للأمر الواقع...وهذا ما أكدته مواقع عدة(نموذج الدار البيضاء في غياب الخط النضالي الحقيقي) وبذلك نجح في إيهام عموم الشعب المغربي كون الصراع داخل الجامعة ليس صراع الحركة الطلابية ضد النظام إلى صراع الطلبة ضد بعضهم (رغم نجاحه إلى حد ما). واستطاع بمعية حليفته القوى الظلامية تحقيق انتصار نسبي إذ استطاع أن يمرر مجموعة من البنود التخريبية وعلى رأسها بندي تقزيم المنح والطرد.
فنظرا لموقع الحركة الطلابية المغربية من حركة الجماهير الشعبية، فإنها لازالت تضخ دماء الشعب المغربي بطاقات نضالية جبارة ما فتئت تملي إجابات علمية وتنخرط في محطات نضالية بطولية مسترشدة بالماركسية اللينينية، إضافة إلى الحفاظ على مجموعة من المكتسبات وانتزاع أخرى لصالح الجماهير الطلابية.
فبعد انتهاء الدور الموكل للقوى الظلامية في قمع الحركة الطلابية، ومن اجل استكمال أجرأة المخططات الطبقية والتصفوية (ميثاق التربية والتكوين) وكذا رسم الخريطة الجيوسياسية للمغرب( قضية الصحراء الغربية ومقترح الحكم الذاتي للنظام القائم ) ، عوامل كلها اجتمعت لتجعل من القوى الرجعية الشوفينية (MCA) هي الوحيدة المؤهلة في هذه الظرفية لانجاز أو على الأقل الإشراف على ضرب مجانية التعليم من جهة، وتصفية قضية الشعب الصحراوي كقضية ديمقراطية.

III. الاغتيال السياسي قضية طبقية:



لقد شهدت السنوات الأخيرة سلسلة من المعارك النضالية بمجموعة من المواقع الجامعية(أكادير،وجدة،مكناس،الرشيدية) مؤطرة سياسيا بشعار "المجانية أو الاستشهاد"، عبر النهج الديمقراطي القاعدي من خلالهاعلى آليات نضالية وتنظيمية سديدة لمجابهة أجرأة مخطط "الميثاق الوطني للتربية والتكوين" رافقتها(أي النضالات) مجموعة من النقاشات النظرية والسياسية كضرورة تاريخية والتزام نضالي ومناقشة الوضع السياسي الراهن في حلقات نقاش و تنظيم أيام ثقافية (أكادير، الرشيدية...)، إضافة إلى تخليد ذكرى الشهداء (بوملي، شباظة ،سعيدة...) ومن بين هذه النقاشات نقاش:" "المسألة الامازيغية" وموقف القاعديين منها" ، فخلصوا أن موقف النهج الديمقراطي القاعدي واضح وتعكسه الشعارات التالية: "ثقافة شعبية جامعة موازية" ،" لنناضل من اجل تعليم شعبي ديمقراطي علمي وموحد"... وترجمتها على أرض الواقع، كل هذا كفيل بتحديد موقفهم من المسألة.

لكن وجود التيار الشوفيني الرجعي الذي يتخذ من الامازيغية مطية لبلوغ أهداف خسيسة بداخل الجامعة كان يعمل منذ سنوات على نشر مجموعة من المفاهيم المشوهة من قبيل" القاعديين قومجيين"، "الموقف من القضية الفلسطينية موقف تحكمه النزعة العروبية"... الخ من التلفيقات التي يتبرأ منها النهج القاعدي جملة وتفصيلا، إضافة إلى احتضانه مجموعة من الأشكال البورجوازية كتنظيم سهرات بالأحياء الجامعية(أحوزار) وتنظيم "أحيدوس" في فضاءاته.

لكن مع إصرار هذا الخط الرجعي من داخل الجامعة على اغتيال الحركة الطلابية ووأد إطارها العتيد ا.و.ط.م، فقد شهدت السنوات الأخيرة تحركات كبيرة لهذا الخط بالعديد من المواقع( اكادير الرشيدية، مراكش، مكناس، الدار البيضاء...) ترجمتها المشاحنات والمواجهات الدموية في بعض الحالات (مراكش سنة2001،الرشيدية2003،أكادير2003 ، تمزيق رواق الطلبة التروتسكيين باكادير2007 ...)، كل هذه الممارسات بمثابة مؤشرات قوية تدل على أن الخط الرجعي الشوفيني سيتموقع أكثر فأكثر من داخل الجامعة لتسديد ضربات للحركة الطلابية كلما سنحت الفرصة لذلك (2). لتنضاف في المدة الأخيرة التفاعلات المحلية والإقليمية والدولية حول قضية الصحراء الغربية واقتراح النظام القائم لخطة" الحكم الذاتي"، فنظرا لما لهذه القضية من حساسية سواء من داخل التحالف الطبقي المسيطر وحلفائه من الشوفينين الرجعيين وكذا القوى الإصلاحية والتحريفية قصد تحقيق "جبهة داخلية" مزعومة/ مفقودة الشرعية، فإن هذا الموقف سيلقي بظلاله على الحركة الطلابية باعتبارها مرآة للصراع الطبقي بالمغرب، فشهد أول ردود الفعل بجامعة اكادير اثر المواجهة الدموية بين الطلبة الصحراويين المطالبين بحق شعبهم في تقرير المصير والتيار الشوفيني الرجعي (MCA) المتواطئ مع الاجهزة القمعية، بدعوى أن الصحراء الغربية "منطقة امازيغية" انسجاما و مشروعهم الشوفيني "الممتد من الصحراء الغربية حتى جنوب نهر النيل"، والتي أسفرت عن اعتقال مجموعة من الطلبة الصحراويين وجرح العديد منهم . بعده سينتقل الاحتقان إلى مواقع اخرى (الدار البيضاء...)، ونظرا لما شهده موقع الرشيدية خلال السنوات الأخيرة من نقاشات موسعة حول المسألة الأمازيغية وما رافقه من مشاحنات، إضافة إلى أحداث اكادير، عوامل كلها ستجعل المواجهة العسكرية حلا لفك التناقض القائم. حدث هذا بعد الضمانات التي تلقتها هذه العصابات والدعم المكشوف لها من قبل كافة الأجهزة الإدارية والقمعية بالمدينة ،كل هذه الحيثيات والمعطيات جعلت من العصابات الشوفينية واثقة في تدخلها العسكري وكسر شوكة المناضلين الشرفاء القاعديين فأسفرت المواجهات كما هو معلوم عن استشهاد الرفيق حسناوي عبد الرحمان ليلة 12 ماي 2007 وإصابة الرفيق قادري رشيد بجروح خطيرة بعده نقل إلى المعتقل واعتقال مجموعة من الرفاق: (السعدي عبد العزيز ،السعداوي عبد المجيد و نور الدين أزكاو).

لقد أثبتت جريمة الاغتيال هاته على مدى التواطؤ المكشوف لهذه العصابة مع كافة الأجهزة القمعية، وأنها تتوفر على ضمانات سياسية وقد تأكد هذا من خلال إطلاق سراح أحد أفراد هذه العصابة بعد اعتقاله بالرشيدية ، رغم اعترافه بالجريمة، إضافة إلى التعتيم الإعلامي الذي رافق المحاكمة و التحقيقات.وكذا تصريح عامل الإقليم عند استقباله لعدد من الجمعيات والهيئات قصد التدخل لانقاد السنة الدراسية الحالية، إضافة إلى تصريح مدير الحي الجامعي عقب استشهاد حسناوي عبد الرحمان انه فضل عدم التدخل لكون منشات الحي الجامعي لم تصب بأذى. وكذا التسريع بتسليم جثة الشهيد. 

إنها فعلا مؤامرة بكل المقاييس ضد الحركة الطلابية وضد التوجه الديموقراطي على وجه التحديد اللذان رفضا الركوع والاستسلام في وجه الطواغيت( النظام القائم، الظلام، الشوفيين) والانخراط في مستنقع المهادنة مبرزا ذلك في المواقف من كل القضايا الاجتماعية والديمقراطية والاشتراكية.

ولقد تعاطت مجموعة من المواقع الجامعية بروح نضالية مسؤولة عالية مع حدث الاغتيال واعتبروه اغتيالا سياسيا ، مشهرين بهذا الموقف المترجم في بيانات تضامنية وتنديدية، إضافة إلى تنظيم حلقات نقاش لفضح المؤامرة /الاغتيال، وتنظيم حفل تأبيني للشهيد عبد الرحمان حسناوي شهيد الشعب المغربي وعلى رأسها موقع أكادير ومكناس و وجدة... مما جعل القوى الشوفينية الرجعية تقترف جريمة شنعاء أخرى متمثلة في اغتيال الرفيق ساسيوي محمد الطاهر يوم 22 ماي 2007 واعتقال مجموعة من المناضلين القاعديين( الزمزمي مصطفى، اقروشن مصطفى، مرواني جلال، اينو حفيظ، خالد الماحي) من طرف أجهزة القمع ليتأكد مرة أخرى بل الألف على تواطؤ الأجهزة القمعية للنظام القائم مع هذه القوى الشوفينية الرجعية عازمين على إقبار الحركة الطلابية ووأد قلبها النابض النهج الديمقراطي القاعدي.

وما يزيد الأمر تأكيدا هو امتناع كافة المحاميين الدفاع عن المعتقلين رغم أننا لا نراهن على المحاكمات الصورية وان المعتقلين السياسيين هم القادرون على انتزاع صفتهم وهويتهم السياسيتين وقدرتهم على استرجاع موازين القوى لصالحهم سواء داخل المعتقل بتنظيم معارك قصد تحسين وضعيتهم وتخصيص غرف لهم كمعتقلين سياسيين وكذا التشهير بالاعتقال السياسي من داخل جلسات المحاكمة، وتقديم التحايا الخالدة إلى شهداء الحركة الطلابية وعلى رأسهم حسناوي عبد الرحمان ومحمد طاهر ساسيوي، كما يستوجب على الرفاق المعتقلين تحويل جلسات المحاكمة من "محاكمة النظام القائم للماركسيين" إلى "محاكمة الماركسيين للنظام القائم وأعوانه".




IV. تعاطي مجموعة من الأقلام مع قضية الاغتيال السياسي.


لقد أسالت هذه الأحداث الأخيرة الكثير من المداد و لعاب العديد من المتربصين بتجربة الطلبة القاعديين.فبعضهم اعتبر الفرصة سانحة للتشهير بمواقفه السياسية والنظرية و فرصة لاقتناص المناضلين من جديد تحت ذريعة"أن الطلبة القاعديين يمرون بظرفية أشبه ببداية التسعينيات لذا يستوجب مساعدتهم وفتح نقاش معهم" واخر اعتبرها مناسبة للهجوم على فصيل الطلبة القاعديين.

لنبدأ من الطرف الأخير، فعبد الله الحريف الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي عبر من خلال "بيان حول أحداث العنف في الجامعات المغربية" بتاريخ 25/05/2007 ، حيث اعتبر أن العنف وقع بين "فصائل" طلابية، كما أكد "نفيه القاطع لأية صلة لحزبه وشبيبته بهذا العنف الدموي" وكذا "إدانته الصريحة والقوية لهذا العنف وشجبه لاستعماله كأسلوب للتعامل مع الخلافات وحل التناقضات وسط الطلبة"، ليخلص إلى ان " الاتجاهات اليسراوية المتطرفة التي دأبت على استعمال العنف ضد الطلبة الذين لا يقاسمونها توجهاتها وعلى تخوين كل القوى السياسية المناضلة ، لكونها تظن أنها وحدها تمتلك الحقيقة الثورية، مما يوفر الغطاء "النظري " المزعوم لممارسة العنف ضدها".

لقد أكد حزب النهج الديمقراطي وعبد الله الحريف على الخصوص مدى عدائه التاريخي للفكر العلمي، ويتأكد هذا من خلال اعتباره الحركة الثقافية الامازيغية "فصيلا" من داخل الحركة الطلابية" الا ينم هذا عن تواطؤه ضد الحركة الطلابية واصطفافه الى جانب الاعداء الطبقيين من خلال التضليل السياسي وخلق ضبابية ايديولوجية حول طبيعة القوى الشوفينية الرجعية كقوى خارج الحركة الطلابية فهنا السيد الحريف يضع (MCA) إلى جانب التوجه الديمقراطي بكل ما يعنيه من تضحيات وتاريخ حافل بالاعتقالات والاستشهادات ونكران الذات. لكن الواقع يفنذ ذلك، فهو بمواقفه هاته يؤكد على ان احداث الاستشهاد هي أحداث عرضية جاءت بمحض الصدفة،لا علاقة لها بواقع الصراع الطبقي بالمغرب، فأين هو التحليل الملموس للواقع الملموس الذي أطربتنا به ايها الحريف ؟ فأين موقع النظام في أحداث الاغتيالات؟ الم يكن النظام القائم وحلفائه هو المسؤول المباشر عن هاته الأحداث ؟
إلا أن خسته هاته لم تقف عند هذا الحد بل ضاعف من هجومه المسعور على المناضلين الشرفاء حين اعتبرهم المسؤولين الوحيدين عن إدخال العنف إلى الوسط الطلابي، فبهذا الكلام الوسخ لا يمكننا الا ان نهنأك عن كل هذه الترهات والتفاهات التي عفى عنها الزمن قبل التاريخ ، فمن حشركم يا جبناء في هذا الموقف، فمواقف الطلبة القاعديين منكم محددة ومحسومة منذ سنة 1979.وصبيانيتكم لن تكون سوى ورقة سياسية داعمة لسياسة النظام القائم وحلفائه في اغتيال الحركة الطلابية المغربية وذبح نواتها النهج الديمقراطي القاعدي.

وهناك موقف أخر عبر عنه امال الحسين(3)الذي بدوره لم يتجاوز التأسف لما وقع بالجامعة المغربية من خلال مقالته المنشورة على شبكة الانترنيت " الحركة الطلابية على ضوء الأحداث الأخيرة". فقد أمطرنا بوابل من المغالطات النظرية وكذا السياسية، ففي هذا السياق يثبت الرفيق انه غير ملم بالصيرورة النضالية للطلبة القاعديين أو حتى القفزات النوعية في تاريخهم حتى يتسنى له تقديم تحليل سليم وموضوعي للأحداث السالفة الذكر يقول:"... و هنا لا أريد أن أتجاهل مسؤولية النظام القائم فيما يجري في الجامعة المغربية و لكن أن نتملص من مسؤولياتنا هذا ما لا يمكن أن نغفله ، و هنا لا أريد أن أحمل الرفاق مسؤولية ما جرى و يجري في الحركة الطلابية كما لا يمكن اعتبار السكوت عن مسؤولياتنا تحليلا ماركسيا.." أليست هذه مؤامرة مكشوفة ضد الحركة الطلابية، فكيف يعتقد الماركسي المبتذل أن الكل يتحمل مسؤوليته وكأننا أمام مخاصمة أطفال/أطفال ونريد تحديد المعتدي من المعتدى عليه هل هذا تحليلا ماركسيا؟ كما يزعم ، لا أدري أم أن عدم ضبطه للأبجديات الماركسية اللينينية جعله يخرج بهذه الخلاصات ولا يميز بين ما هو رجعي وما هو ثوري أو بين العنف الثوري والعنف الرجعي، فإذا كنت تعتقد أن دم المناضلان الشرفاء يتساوى مع دم العصابات الشوفينية الرجعية ما عليك إلا الانتقال في اقرب وقت ممكن وبأكبر سرعة إلى معسكر الرجعية الامبريالية كي تقتصر المسافة و لا تتحول الى بنزكري او حرزني مستقبلا. وفي سياق أخر يعتبر أن الهجوم على الحركة الطلابية ليس بتبنيها للموقف من القضية الصحراوية بل بمشروعها النضالي، لا يريد ولا يجب أن يفهم صاحبنا الحسين أن الحركة الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية وان الموقف من القضية الصحراوية ما هو الا نقطة برنامجية من نقط البرنامج النضالي الديمقراطي ...وفي نفس السياق يعتبر أن الطلبة فئة واحدة ذات أصول طبقية واحدة ، أليس هذا هو الجهل الأعمى بالفباء الماركسية مع العلم انه يقول في فقرة سابقة من مقاله" ... إن قضية التعليم ما هي إلا عنصر من عناصر البرنامج النضالي في الصراع الطبقي ضد استغلال البورجوازية...» هل تحليله هذا يمت ببنت شفة للماركسية؟ . نذكر الرفيق أن وقود وحطب كل الحروب الرجعية وبدون استثناء هم أبناء الطبقات الشعبية ، ليتأكد لك ان الوضع الاقتصادي المادي ليس هو من يحسم الخط السياسي.

فقد ذكرنا الرفيق الحسين بأفكاره هاته بورقة "المبادرة الجماهيرية" في بداية الثمانينيات التي خلصت إلى انه " يجب حل فصيل الطلبة القاعديين وترك المبادرة للجماهير"
أما الطرف الأخير خالد المهدي فقد خصص مقالتين بعنوان:
1."الفاشية الجديدة بالمغرب تغتال المناضلين الشرفاء - ضد القواعد الخلفية للثورة المضادة– "
2."عاشت الأمازيغية الموت للفاشية - ضد الفاشيين الجدد بالمغرب" المنشورتين عل شبكة الانترنيت
لقد استغل المناسبة خالد المهدي للتشهير بمواقفه السياسية والنظرية من المسألة الأمازيغية المهزومة قبل ولادتها. فعوض أن يوجه سهامه إلى التشهير السياسي بالاغتيالات الدنيئة والوحشية وتحديد الصيغ الدقيقة للتصدي لهذه الفاشية الجديدة، ومناقشة قضية الاغتيال السياسي(هذا ما لا يتجرأ عليه). فقد فضل اعتبار ما صدر بمجموعة من المواقع الجامعية بالحماقات والبيانات الصبيانية التي نشرت بعد استشهاد الرفيق حسناوي عبد الرحمان وان هذين الأخيرين شكلا "إشارات قوية لتمادي القوى الشوفينية" صحيح أيها الرفيق، إننا نتفهمك جيدا، فأنت ترمي باللوم على الطلبة القاعديين، واعتبرهم هم من تسببوا في عمليتي الاغتيال بسبب" صبيانتهم" و"حماقاتهم"، لن نقول لك أيها "الراشد" و"العاقل" سوى أن قراءتك حول الأحداث الأخيرة بعيدة كل البعد عن مطامح الجماهير الطلابية، فقد اخترت منذ سنوات المهادنة وتبنيت النظرية الانسحابية بامتياز رغم "براعتك" في قلب الطاولة. إن هذه التجارب الجنينية تخدشك، و هل كانت هناك "حماقات و بيانات صبيانية" قبل استشهاد الرفيق حسناوي أم أن ما تقوله ينم عن حقد دفين للتجربة الجنينية بالمواقع التي خرجت عن جوقتك الإجرامية (إحراق المناضلين، تطريدهم...). وهنا نذكرك أن موقع الرشيدية شهد سنة 2003 مواجهات دامية مع هذه القوى، لتبقى السنوات الأخرى كلها مناوشات واصطدامات، أكثر من ذلك أن هذه القوى الرجعية تعتبر منطقة الرشيدية معقلا لها، ليتخذ الصراع معها هذه الحدة، وهذا ما جعل موقع الرشيدية سباقا لحدوث الاغتيال، أما موقع مكناس ونظرا لعلاقته الرفاقية مع موقع الرشيدية، فقد عبر عن الروح الرفاقية العالية التي تربطه بمناضلي موقع الرشيدية كعلاقات رفاقية تحكمها ضوابط النهج القاعدي وعبروا بمجموعة الأشكال التنديدية والتشهير بالاغتيال السياسي(4)،(الشيء الذي جعل القوى الشوفينية تسخر إمكانياتها المادية لارتكاب جريمة اغتيال أخرى بمكناس) عاكسة روح التضامن والعلاقات الرفاقية بين الموقعين، إضافة إلى مواقع أخرى، مستغلة جنينية التجربة، رغم خروجها منتصرة في معركتها المطلبية الأخيرة حيث انتزعت مطالب كانت مستحيلة بالأمس القريب(5)، فالشهيد محمد الطاهر ساسيوي كان لا يزال بالسنة الأولى داخل الكلية وبصفوف النهج الديمقراطي. ويضيف رفيقنا خالد المهدي الالكتروني "أن بعض الطلبة أدركوا أن الهجمات الفاشية هي محاولة لاجتثاث الطلبة القاعديين وان هذه النظرة ضيقة الأفق تحجبها أسوار الجامعة"، لكن أيها الدجال ألا تدري بل لا تستطيع أن تدرك ان البرنامج المرحلي للحركة الطلابية هو مجموعة النقاط المترابطة بشكل جدلي، تستحضر الواقع الموضوعي والذاتي للحركة الطلابية بارتباطها مع الحركة الجماهيرية .

وفي فقرة اخرى سيقفز لتبيان جذور المواجهة الدموية فيقول: "أن أحد أسباب النمو الذي عرفته التيارات الرجعية داخل صفوف الجماهير الشعبية الناطقة بالامازيغية إنما كان مرده إلى غياب العمل الإيديولوجي والسياسي للشيوعيين والشيوعيات حول المسألة الامازيغية". نذكر الرفيق بشعار المؤتمر 15 لاوطم حول التعليم:"تعليم شعبي عربي علماني ديمقراطي وموحد" ، لكن مع تطور الصراع الطبقي بالمغرب وإفرازاته الاجتماعية والسياسية وكذا الثقافية طور هذا الأخير بشعار أكثر علمية وموضوعية عاكسا الاستجابات المجتمعية :"تعليم شعبي ديمقراطي علمي وموحد"، بحكم النضج النظري والتقدير السياسي الذي وصل إليه الطلبة القاعديين.
وبذلك فان أسباب نمو التيارات الرجعية سواء عرقية أو دينية او... يكمن في السيطرة الطبقية للامبريالية والصهيونية والرجعية وما تلاها من تغذية النزعات القومية والعرقية والجنسية وما إلى ذلك من جهة، وغياب الأداة الثورية القادرة على تأطير واستيعاب كل الطاقات النضالية من جهة ثانية، فمادامت الأداة الثورية مفقودة وسيطرة الثلاثي قائمة فلا نفاجئ ببروز فاشية أو نازية أخرى تتخذ من الجنس أو العرق مطية لها. عكس ما يروج له الرفيق في كون تقاعس المناضلين في فتح نقاش مسؤول حول المسألة الامازيغة يمثل الذريعة لنمو التيار الشوفيني الرجعي . إنها مغالطة خطيرة و لا تستند على أي أساس مادي.

لكن ابتعاد الرفيق حول طرح الآليات العملية الكفيلة للتصدي للفاشية الجديدة والاكتفاء بالتشهير للموقف من المسألة الامازيغية تحكمه رغبة مسبقة في نسج علاقات نضالية داخل الإطارات والرهان على البعض من تياراتهم. لكن الأخطر هو حينما يعتبر نفسه مدافعا أمينا عن خط القاعديين فيصف الشوفينية بالنازية ويتأسف عن ما وقع وفي الأخير يمدنا بعجز سياسي عسكري وعملي، لنقول له أليس هذا هو الاسترزاق السياسي الذي خدشك ام ماذا؟ فكما يعلمنا التاريخ والحركة الثورية العالمية "ان العنف الرجعي لا يمكن أن يقابله إلا عنف ثوري" هل نسيت حرب التحرير الشعبية في النيبال والبيرو والهند الم تكن بنادقهم موجهة ضد الرجعية كيفما كان لونها أو زيها . أم أن واقع تجربتكم وما فرضت عليكم من تحالفات كفيل بتبرير ما وصلتم إليه من استنتاجات. إننا لا ننتظر الإجابة الواضحة لان كل المناضلين القاعديين استشفوا وقاحتكم وارتدادكم الكلي.

وما يؤكد هذا الكلام هو الموقف التالي:" إن العنف ليس إرادة ذاتية بل هو نتاج لاحتداد الصراع وتطوره، هذا دون أن نستثني العديد من المحطات الدامية التي شهدتها الساحة الجامعية والتي كان العنف فيها تعبيرا عن العجز عن حل بعض التناقضات بشكل سليم، وتمت المغالات في بعض الأمور أو القضايا. ولكن ما من تجربة لا تخلو من الأخطاء، المهم هو إدراك ذلك والنضال من اجل تجاوزه" الم يكن هذا اكبر تعبير عن إفلاس طروحاتكم السياسية، ونرجو منك أيها الرفيق أن تقدم على الاقل اعتذارا علنيا لضحايا "المغالاة في بعض الأمور" !!!
وليكونوا الرفاق على حذر أنهم فور العمل للتصدي للجحافيل الشوفينية سوف ينعتون من قبل السيد خالد المهدي بردة الفعل الانتهازية وسيكون الرفيق حينئذ مرتاح البال لكون تقديره السياسي كان صائبا "احذر من ردة فعل انتهازية".

وليست هذه الأطراف هي التي تناولت الأحداث الأخيرة فقط، بل هناك أطراف عدة ( بيان الطلبة الممانعون بالقنيطرة ، بيان الشبيبة الاتحادية، مجموعة من المقالات بالصحف....) التي نعتبرها منسجمة في خطها السياسي مادامت لم تتشدق بألف باء الماركسية.

وفي الخلاصة وانسجاما مع مرجعيتنا الإيديولوجية لا يسعنا سوى أن نستشهد بمقولة الرفيق لينين:«في حياة الثوريين العظام كانت الطبقات الظالمة تجزيهم بالملاحقات الدائمة وتتلقى تعاليمهم بغيض وحشي أبعد الوحشية وحقد جنوني أبعد الجنون وبمحاولات من الكذب والإفتراء وقحة أبعد الوقاحة » الدولة والثورة ص6
وسوف يبرهن التاريخ أن الرجعية والشوفينية سوف تمنى بالهزيمة الساحقة إن عاجلا أم آجلا نظرا لعدم عدالة قضيتهما ، وتحت الضربات الموجعة للثوريين الحقيقيين .



فمزيدا من الصمود والتحدي في وجه غزاة الحركة الطلابية المغربية.
مزيدا من التحدي والصمود في وجه النظام وأذياله.
مزيدا من المعارك النضالية لتعرية حقيقة المتآمرين.
مزيدا من التشبث بالبرنامج المرحلي...



عاش النهج الديمقراطي القاعدي صامد ومناضلا في وجه الأعداء.
فصيل النهج الديمقراطي القاعدي



ملحق 1
:ازداد الرفيق الشهيد عبد الرحمان حسناوي بتاريخ 1982/05/06 بمدينة كلميمة، من عائلة كادحة انخرطت في صفوف المقاومة وجيش التحرير ابان الاستعمار المباشر ومنذ بلوغه سنتين من عمره تطلقت امه الحسنية (ابنها الوحيد) من ابيه محمد حسناواي وتربى رفقة امه بقصر زرارة بكلميمة، تابع دراسته الابتدائية بنفس القصر ودراسته الاعدادية والثانوية بمدينة كلميمة إلى ان حصل على شهادة البكالوريا سنة...... شعبةعلوم تجريبية فالتحق في الموسم الموالي بكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية تخصص SVT واجتاز بنجاح السلك الاول وحصل على شهادةDEUG بميزة مستحسن، تخصص الجيولوجيا ثم التحق بالسلك الثاني شعبة Géophysique.
وقد انخرط في صفوف فصيل النهج الديموقراطي القاعدي منذ سنته الاولى وكان من ابرز مناضلي التوجه.
الا ان ايمانه بالتضحية والاستشهاد في سبيل المبادئ الثورية جعله يستشهد على يد اعدائه الرجعيين (الحركة الثقافية الامازيغية) يوم السبت 22 ماي 2007 بالحي الجامعي بالرشيدية بعد انزال مكثف ومن جميع مناطق المغرب مدججين بكل انواع الاسلحة( هروات، سيوف، سواطير، زبارات...) وامام انظار الاجهزة القمعية السرية والعلنية. حيث مزقت جسمه إلى اشلاء كالكلاب المسعورة، وقد افاد والد الشهيد إلى الرفاق بعد زيارته لتقديم العزاء والمواساة لأسرته انه لم يتعرف على جثة ابنه ( ثقوب غائرة يرأسه، اصابع مبتورة، جسد منخور...) ولم تكتفي هذه العصابات الصهيونية باغتياله وحسب بل اخذت دمه الزكي وامام انظار الطلبة وكتابة مجموعة من الرموز ذات البعد الشوفيني العنصري على جدران الحي الجامعي.
تأتي عملية الاغتيال هاته في محاولة النظام القائم وحلفائه الموضوعيين وعلى رأسهم القوى الشوفينينة الرجعية والقوى الظلامية الزج الحركة الطلابية ومحركها النهج الديموقراطي القاعدي إلى مستنقع المهادنة والاستسلام ، لكن سبقى اسم الشهيد حسناوي عبد الرحمان حاضرا في كل المحطات النضالية ووصمة عار ترافق الحركة الشوفينية الرجعية على طول خطها.






ملحق2
ازداد الرفيق الشهيد محمد الطاهر ساسيوي بتاريخ:20/11/1983 بقصر قصبة ويغلان بمدينة الريصاني، من عائلة فقيرة ، تابع دراسته الابتدائية بنفس القصر والاعدادية باعدادية تبوعصامت والثانوية بثانوية الحسن الثاني بنفس المدينة إلى ان حصل على شهادة البكالوريا سنة 2005 شعبة العلوم التجريبية فالتحق بكلية العلوم بمكناس فسجل بالسنة الأولى شعبة PC،و التحق في السنة الموالية 2006-2007 إلى التسجيل بكلية الحقوق بمكناس شعبة قانون خاص اللغة العربية.
وقد التحق فور تسجله بكلية الحقوق بالطلبة القاعديين وكان يراوده حلم الثورة كل لحظة، إلا ان أيادي الغدر القوى الشوفينية الرجعية ستعصف بأحلامه بعدما تربصت به وهو عائد من كلية الحقوق يوم 22 ماي 2007 على الساعة 12:30 فهاجمته عصابة مكونة من 8 أفراد مدججة بالسيوف والسواطير وانهالت عليه بالضرب امام اعين اجهزة القمع( قرب محطة البنزين TOTALعلى مقربة من طريق الرباط) حتى استشهد بعدما تم نقله إلى المستشفى المحلي بمكناس.
جاء استشهاد الرفيق ساسيوي بعد استشهاد رفيقه في الدرب والنضال حسناوي عبد الرحمان بالرشيدية يوم 12 ماي 2007 على نفس ايادي الغدر القوى الشوفينية الرجعية، ليبقى هذان الاسمان عنوانا واحدا للشهادة في سبيل المبادئ الماركسية اللينينية و شاهدان على جريمة القوى الشوفينية وحليفها النظام.




________________________________________
(1) شهدت ذكرى شهيدنا الرفيق عبد الحق شباظة السنة الماضية صيف 2006 نقاشا من طرف بعض التيارات، تتهجم فيه عن استقلالية الطلبة القاعديين التنظيمية عن كافة التنظيمات اليسارية، واعتبروا هذا المفهوم دخيلا عن أدبياتهم، لكن مثل هذه النقاشات وفي هذا الوقت بالذات تهدف إلى تسييد الضبابية في صفوف المناضلين في محاولة لاحتواء تجربتهم والتربص بها( الاسترزاق على دم الشهيدين حسناوي عبد الرحمان ومحمد طاهر ساسيوي نموذجا ).
لم يتبنى الطلبة القاعديين مبدأ الاستقلالية التنظيمية بسبب الواقع الذي وصلت اليه الحملم نهاية السبعينيات وحجم الاعتقالات التي طالت جل مناضليها بل تحدد ذلك انطلاقا من موقع هذا الفصيل داخل الحركة الطلابية وموقع هذه الأخيرة من داخل الحركة الجماهيرية، يقول لينين: " اية منظمة سياسية يتحدد شكلها التنظيمي بمضمونها السياسي" ليتأكد ان الثابت التنظيمي هو في ارتباط جدلي وديالكتيكي مع الثابتين الاخرين السياسي والايديولوجي، هذا من الناحية النظرية، اما من الناحية السياسية والعملية فقد تبنوا هذا الموقف انطلاقا من الخبرة التاريخية والثورية قصد تحصين تجربتهم من أطماع التحريفية التي ما فتئت تتفرخ منذ ولادته، فلو نجحت التحريفية في هدم هذا الثابت لما كان للنهج الديمقراطي القاعدي وجود الآن؟ . ان هذا المبدأ يشكل سدا منيعا ضد كل المتربصين بالتوجه القاعدي، فاستقلاليتهم التنظيمية حتى عن التنظيمات الماركسية اللينينية ستبقى ثابتــة إلى حين ولادة حزب الطبقة العاملة المغربية ولا شيء غيره. ان مرد هذه الافكار سيجعل الطلبة القاعديين امتدادا لكل التيارات حتى يصبحوا امتدادا لكل من تشدق بالماركسية، فانسجاما مع معها(هذه الافكار) لانفاجئ باعلان التروتسكيين تشكيل فصيل ا"لتوجه القاعدي " يا للخسة !!!!!
كما انه لا يجب فهم الاستقلالية التنظيمية بشكل ميكانيكي أي القطيعة (حتى الاجتماعية)، وكأنه يوجد بين الحركة الطلابية والحركة الجماهيرية جدار برلين، فهذا الموقف ينم عن عدم قدرة أصحابه الإعلان عن رؤيتهم السياسية وتحديد طبيعة العلاقات المنتظمة مع الحركات الجماهيرية على أسس علمية ودقيقة تضمن استمرارية كل حركة، دون تذويب واحدة في الأخرى، ام انه موقف يعمل على بناء الحزب الثوري داخل حجراتهم !
نشر باحد مقالات وجهة نظر96 مقالا بعنوان:" القاعديون و النزعة البورجوازية الصغيرة ملحق لمقال أي مصير لأي تردد"، انظر الموقع التالي على شبكة الانترنيت http://unem-vdb.maktoobblog.com/?post=215274 يقول :..." و بالتالي اعتبر القاعديون أنفسهم مستقلين سياسيا و إيديولوجيا،و تنظيميا عن ذات التيارات المذكورة( يقصد بطبيعة الحال ما يسمى بـ "اليسار الجديد"). إلا انه ليس موقفا عدميا حيث انه في حالة بروز تيارات سياسية ذات نفس المنطلقات الإيديولوجية و الطلبة القاعديون فلن يحتفظ القاعديون إلا باستقلاليتهم التنظيمية...". إن هذا اكبر دليل على التيهان التاريخي والإيديولوجي الذي يتخبط فيه أصحابنا، فماذا يعني الاستقلال السياسي؟ ماذا يعني الاستقلال الإيديولوجي؟ هل الطلبة القاعديون هم الطبقة العاملة أم ماذا؟ .
إن مثل هذه الأفكار/الترهات تحاول جر الحركة الطلابية والنهج الديمقراطي القاعدي إلى انزلاقات خطيرة من خلال التضليل والتشكيك في ثوابته حتى يبقى مناضلوه قطيع أغنام لهؤلاء، لكن الواقع والتاريخ كفيلان بالإجابة.



(2) هذا ما تم إغفاله من طرف جل المناضلين ، فالنزعة الفاشية لهذا الخط لم تولد عشية الاغتيالات الأخيرة بقدر ما كانت "مخفية".
(3) كان منخرطا في صفوف حزب النهج الديمقراطي ،سبق له أن ترشح في انتخابات 92
(4) اكبر تظاهرة تأبينية وطنيا للشهيد عبد الرحمان حسناوي 3000 متظاهر، جعل رمز(MCA) مرفس لأقدام الطلبة، موازاة مع ذلك شهد موقعي وجدة وأكادير تظاهرات تأبينية عارمة. 
(5) تسجيل المطرودين، تجميد المراقبة المستمرة، منح شهادةDEUG ، تثبيت المجزوءات في الوحدات... 

ليست هناك تعليقات: