الحركة الطلابية:
تاريخ ذهبي بذاكرة لا تنسى
عبر سبر ذاكرة الشعب المغربي وتناولها بنوع من الإمعان والتمحيص ستجد أمامك
حتما تاريخا حافلا بالإنجازات والملاحم ، تاريخا قوامه التضحيات الجسام لشعب ظل
ولا يزال يصارع دفاعا عن حقه في الحياة الكريمة بكل ما تتطلبه من مستلزمات، تاريخا مصنوعا في غمرة الصراع الضاري الذي
يخوضه هذا الشعب ضد نظام ولد ولادة قيصرية من رحم مستنقع العمالة وسيظل كذلك، لا
محال ، إلى حين دك بنيانه البائد ، نظام يمتهن تجريد شعب كامل من خيراته و ابتزاز
قوته وقوة عمله في خدمة دواليب رأس المال الإمبريالي، نظام مستبد لا يتردد في استعمال
أبشع الوسائل وأشدها بطشا وقهرا في القمع والتقتيل والتشريد حفاظا على علاقات
الإنتاج القائمة كما لا يتردد في طمس الهوية الكفاحية للشعب المغربي ساعيا إلى
تخبيل وعي الجماهير المسحوقة عبر ما هرم من خرافات وما شيخ من أوهام قصد استلهام
الشرعية المفقودة لمؤسساته الرجعية ولوجوده.
والذي يجب الأخذ به حقيقة، لا يمكن لمتناول هذا التاريخ العريق أن يمر مرور
الكرام دونما الوقوف عند الحركة الطلابية المغربية وإطارها التاريخي الاتحاد
الوطني لطلبة المغرب بما هي جزء لا يتجزأ من حركة الجماهير الشعبية (عمال، فلاحين
، معطلين، مهمشين، تلاميذ...) ورافد من روافد حركة التحرر الوطني لما كان لها من
أدوار هامة في كتابة أحرفه لا سيما مع تبلور التوجه الديمقراطي وتوطد خطه السياسي
الثوري من داخلها – أي الحركة – في شخص الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين بسبعينات
القرن الماضي وامتداده الموضوعي والنوعي النهج الديمقراطي القاعدي الذي استطاع بحق
صيانة الإرث الذي صنعته الحركة الماركسية اللينينية المغربية خارج وداخل الحركة الطلابية
لعقود من الزمن من جهة ومن جهة أخرى تحمل مسؤولية تخصيب حقل التعليم بما هو أحد
حقول الصراع الطبقي الدائر ببلادنا تحت الاستراتيجية العلمية المتمثلة في التعليم
الشعبي الديمقراطي العلمي والموحد، ذلك أنه الفصيل الوحيد الذي حمل على عاتقه مهمة
توحيد وتنظيم وتوجيه نضالات الحركة الطلابية بمضمون ينسجم بشكل دقيق وموقعها من
دائرة الصراع العامة ومحددا طبيعة الأدوار الواجب تأديتها ضمن هذه المعادلة
انسجاما ومقررات المؤتمر الخامس عشر للاتحاد
الوطني لطلبة المغرب ، ولعل البرنامج المرحلي الإجابة التي كان شرف طرحها لهذا
الفصيل إجابة علمية على ازمة الحركة الطلابية ليتضمن بشكل صارم كل هذه الاعتبارات
مراعيا جوانبها الذاتية والموضوعية بتصور يجمع بين متطلباتها الآنية وأهدافها الاستراتيجية
متجاوزا جميع التصورات الضيقة الأفق للقوى الإصلاحية وأذنابها التحريفية التي
تعتبر التعبير المنظم للفكر البرجوازي الصغير من داخل الحركة الذي تتغذى على
أرضيته الممارسة البيروقراطية، هذا الفكر الذي أثبتت التجربة الحية لشعوب العالم
والشعب المغربي من ضمنها والحركة الطلابية كجزء منه عجزه المطلق عن تأطير النضال
الشعبي الثوري لكون تصوراته وأوهامه شبح في مستنقع المهادنة، ونحن نرى من واجبنا
ككل التنظيمات الثورية في نضالنا ضد القوى الرجعية ضرورة النضال ضد مجمل الأوهام
البرجوازية للاقتران الأولى بالثانية وتلازمهما معا في النضال الثوري المستقيم.
ولقد كان من الطبيعي أن ينال التصور الديمقراطي القسط الوافر من هجومات
النظام القائم على الحركة الطلابية لسلامة تصوره الفكري والسياسي ولكونه منبع
كفاحية الحركة وثوريتها ، وفي نفس الآن لمبدئية مناضليه المنقطعة النظير ، هؤلاء
الذين لم يتوانوا يوما في تقديم الغالي والنفيس خدمة لمصلحة الحركة الطلابية
والجماهير الطلابية . وضمن هذا الباب نقف إجلالا لشهداء الحركة الطلابية ومنهم على
وجه التحديد شهداء التصور الديمقراطي ( الدريدي، بلهواري، شباضة ، المعطي بوملي ،
الحسناوي ، الساسيوي، نور الدين عبد الوهاب.) الذين استشهدوا في معارك مختلفة ضد
النظام القائم سواء في مواجهات مباشرة ضد أجهزته القمعية أو غير مباشرة ضد حلفائه
الرجعيين او داخل زنازين العار بسجونه الرجعية، ونرفع كذلك شارات النصر عاليا
لكافة مناضليه الذي قضوا قرونا من الزمن داخل زنازينه كمعتقلين سياسيين مازالوا يملؤونها
أفواجا بعد أخرى محولين إياها إلى ساحات أخرى لتثبيت القناعات وصنع الملاحم.
هكذا يا رفاقي رفيقاتي
و يا جماهير أوطم العتيد
فإن مهمة الدفاع عن كفاحية الحركة الطلابية وثوريتها واجب توارثته الجماهير
الطلابية و مناضليها الأوفياء أجيالا تلو الأخرى وصولا إلى الظرف الحالي ، فعلى
الرغم من تغير القاعدة المادية للحركة وتجددها باستمرار إلا أنها استطاعت الحفاظ
على كفاحيتها ، أدوارها و مشروعها الاستراتيجي المرتبط جدليا بمشروع الثورة
الوطنية الديمقراطية الشعبية ، ومنه تنبع المسؤولية التاريخية للجيل الحالي في حمل
المشعل والمضي به قدما في اتجاه ما يخدم المصلحة العليا للحركة الطلابية والاتحاد
الوطني لطلبة المغرب لا سيما وأنها تجتاز مرحلة دقيقة وعصيبة من تاريخها سمتها
الأساسية حشد النظام القائم لكل إمكانيته المادية ، اللوجيستيكية والعسكرية
للإجهاز على مجانية التعليم خصوصا أمام الفشل الذريع الذي انتهت إليه مخططاته
الطبقية خلال الالفية الثالثة، ميثاق التربية والتكوين ونسخته المشوهة المخطط الاستعجالي
بفضل صمود الحركة في مجابهة كل الاستهدافات، ولنا في تاريخ الشعب المغربي خير مرجع
لأخذ الدروس والعبر لتجاوز كل العقبات ، كيف لا وهذا التاريخ يتضمن في أحشائه
بطولات حركة المقاومة المسلحة وأبطال جيش التحرير هذه البطولات التي اغنت رصيد
النضالات الشعبية عبر العالم أجمع ، كيف لا والحركة الماركسية اللينينية المغربية
راكمت من تجارب جبارة ستعبد الطريق لا محال نحو الغد الآتي كيف لا والحركة
الطلابية تمكنت من نحت مسارها الثوري رغم كل الهجمات الرجعية المتواصلة على مر
تاريخها ورغم كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضدها من كل صوب وحدب مستهدفة منبع
كفاحيتها . ونحن متأكدون جيدا من ان الشعب الذي انجب أبطال كل هذه الملاحم من طينة
محمد بن عبد الخطابي وعسو باسلام وأمثال سعيدة المنبهي وزروال وبعدهم الحسناوي
والساسيوي، قادر على أنجاب من سيحمل الذرع كاملة في اتجاه التحرر التام.
إذن فلنواصل تلك الطريق
فلنواصل الكفاح...
في 23-09-2014
بالسجن المحلي تولال 2
عن المعتقلين السياسيين
للنهج الديمقراطي القاعدي
فلتحيا الحركة
الطلابية واطارها اوطم
وليعش النهج
الديمقراطي القاعدي
رمزا للصمود
والتضحية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق