الإتحاد الوطني لطلبة المغرب مواقع الصمود
النهج الديمقراطي القاعدي
بيــان تخليد ذكرى إستشهاد
الرفيق عبد الحق شبـــاضة
في شهر غشت شهر الملاحم والبطولات شهر
التضحيات و الشهداء الشهر الذي قدم فيه شعبنا البطل خيرة أبنائه شهداء ومعتقلين ياتي
تخليد الذكرى السادسة و العشرون لاستشهاد رفيقنا الغالي عبد الحق شباضة مناضل النهج
الديمقراطي القاعدي بعد معركته البطولية والتاريخية المتمثلة في الاضراب عن الطعام
في وضع دولي متسم بتفاقم الأزمة الخانقة التي تعيشها الإمبريالية عبر العالم واتساع
رقعتها عاكسة واقع التناقضات الطبقية التي يعيشها المجتمع الرأسمالي في أعلى و آخر
مراحله كنتاج حتمي لإستمرار التناقض التاريخي بين الرأسمال والعمل المأجور. فخريطة
العالم اليوم تحاول ان ترسمها كبريات المؤسسات الإمبريالية (صندوق النقد الدولي، البنك
الدولي...) التي لا تتوانى في تصريف أزمتها على كاهل الشعوب المضطهدة، مستعملة في ذلك
كافة الطرق والأساليب وأشدها دموية ورجعية، بدءا بقمع شعوبها وإخماد انتفاضاتهم ( اليونان،
إسبانيا، أوكرانيا ...) أو عبر إستمرارها في إقتسام وإعادة إقتسام مناطق نفوذها، انسجاما ومصالح شركات
رأسمال المالي المحتكرة والمسيطرة، سواءا من خلال شن حروب مباشرة لإخضاع البلدان التبعية
لسياسة النهب الإمبريالية عبر تنصيب أنظمة عميلة تسهر على خدمة مصالحها الإقتصادية
والسياسية والإيديولوجية، أو من خلال زرع النزعات العرقية والدينية والطائفية (اليمن،
سوريا، العراق...) مغطية كل هاته الجرائم تحت العديد من الشعارات الرنانة ( محاربة
الإرهاب، دمقرطة الأنظمة...)، واقع لازالت القوى الرجعية وعلى رأسها الظلامية ترعاه
وتخدمه لضمان مصالح سيدتها الإمبريالية بما في ذلك ضمان لإستمرار تواجد هاته الرجعيات،
وتحقيق لأهدافها، لكبح وإقبار نضالات شعوب المنطقة وحركة تحررها الوطني، إلا أن هاته
الأخيرة لازالت تشكل الرقم الصعب وتجابه بخطوات متراصة كافة الرجعيين، وذلك عبر تفجيرها
لإنتفاضات تلو الأخرى ( تونس، مصر، سوريا...)، بالرغم من غياب أحزاب ثورية مسترشدة
بنظرية الطليعة لقيادة الجماهير الشعبية في المنطقة نحو التحرر من التبعية للامبريالية.
هذا دون نسيان دور المقاومة الفلسطينية في مواجهة التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي
الساعي لتصفية القضية الفلسطينية قضيتنا الوطنية. كل ذلك يؤكد يوم بعد آخر حتمية إنهيار
المجتمع الرأسمالي ومهيئا بذلك لشروط الإنتقال نحو المجتمع الإشتراكي بما في ذلك تأكيد
على صحة المذهب الإشتراكي باعتبار الامبريالية هي عشية الثورة الإشتراكية.
وبما أن النظام القائم في المغرب اللا
وطني اللاديمقراطي اللا شعبي بإعتباره الخادم
الأمين لمصالح أسياده الإمبرياليين والراعي الأول لمشاريعهم الإقتصادية وسياساتهم وثقافتهم
الدخيلة، لازال يترجم توصيات كبريات الدواليب الإمبريالية (صندوق النقد الدولي، البنك
الدولي...) عبر أجرأته لمخططاته الطبقية (مدونة الشغل، المخطط الرباعي...) للزحف على
كافة القطاعات الحيوية بالبلاد ودفعها للخوصصة، مستمرا بذلك في مسلسل التفقير والتجويع ونهب القوت اليومي لجماهير الشعب
المغربي عبر محاولته الإجهاز على صندوق المقاصة وما يرافق ذلك من رفع جنوني للأسعار
والزيادة في الضرائب المباشرة وغير المباشرة و التسريح الجماعي لجماهير الطبقة العاملة،
أما على المستوى الإيديولوجي فلازال يرعى ثقافة الإمبريالية عبر تسييده لبهرجاته الفلكلورية
السنوية وما يصاحبها من مهرجانات صيفية ومواسيم للخرافة والدجل يصرف لها الملايين من
الدراهم لتخبيل وعي الكادحين، ولتمويه الصراع بما هو صراع طبقي، خصوصا وما تعرفه الساحة
السياسية من تحضيرات للنظام القائم "إنتخابات شتنبر المقبل" لتجميل وجهه
الدموي ولذر الرماد في أعين أبناء الشعب المغربي بمباركة من القوى الاصلاحية وأذنابها
التحريفية. وموازاة مع ذلك لازال النظام القائم يعمل على قمع نضالات الجماهير الشعبية
كما شاهدنا ذلك مؤخرا بمدينة تالسينت مرافقا ذلك بسن قوانينه الرجعية لتجريم أي فعل
نضالي، ومخفيا وجهه الدموي هذا تحت دزينة من الشعارات الديماغوجية (العهد الجديد، الإستثناء
المغربي، دولة الحق والقانون...)، والتي سرعان ما يكشفها الواقع الموضوعي الذي يرسمه
شعبنا يوما بعد الآخر بانتفاضاته البطولية (58،59،65،81،84،90،2011) والتي أكدت على
مر التاريخ حتمية إنتصار شعبنا الأبي إلى جانب كافة الشعوب المضطهدة، مما يطرح على
عاتق الماركسيين اللينينيين بالمغرب ملحاحية بناء الأداة الثورية القادرة والكفيلة
على تأطير نضالات الطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين لتحرير شعبنا الأبي وإعطائه بوصلة
النصر والإنعتاق من نير الرجعية.
وبما أن الحركة الطلابية بما هي رافد
من روافد حركة التحرر الوطني وجزء لا يتجزء من حركة الجماهير الشعبية فقد نالت القسط الأوفر من واقع هجوم النظام الرجعي
ببلادنا، وذلك سعيا منه لخوصصة قطاع التعليم وضرب الحق المقدس لأبناء الفقراء ببلادنا،
مستخدما في ذلك جملة من المخططات الطبقية الرامية لهذا الغرض (الميثاق الوطني للتربية
والتكوين، المخطط الاستعجالي، المخطط الرباعي) بما تتضمنه من بنود تصفوية هدفها القضاء
على التواجد المادي للجماهير الطلابية من داخل حقل التعليم، وذلك امتثالا منه لأوامر
طواغيت رأسمال المالي لضرب هذا الحقل وما يشكله من دائرة الصراع الطبقي ببلادنا. وسعيا منه لإقبار الفعل النضالي والكفاحي للحركة
الطلابية بقيادته العلمية والعملية المتمثل في النهج الديمقراطي القاعدي وما قدمته
من تضحيات طوال تاريخها البطولي وتقدمه، وذلك عبر تفجير معارك تلو الأخرى لمواجهة المخططات
الطبقية للنظام القائم عبر مجموعة من المواقع الجامعية هذه السنة (الرشيدية، آكادير،
مراكش، مكناس...) والتي حاول النظام القائم خلالها و بشتى الطرق زحزحتها وإقبارها سواء
بتدخلاته المباشرة عبر ترساناته القمعية في العديد من المواقع الجامعية ( مكناس، مراكش،
وجدة، فاس...) أو عبر تسخير بيادقه الرجعية من داخل الساحات الجامعية المتمثلة في القوى
الظلامية الرجعية والقوى الشوفينية الرجعية والتي أدت أدوارها المنوطة بها خدمة للنظام القائم في ضرب
الحركة الطلابية عامة والخط الكفاحي المتمثل في التصور الديمقراطي من داخل الساحة الجامعية
خاصة.
إلا ان الاعتقالات التي عرفتها مجموعة
من المواقع الجامعية (مكناس، وجدة، فاس،مراكش..) لم تزد الجماهير الطلابية الا صمودا
وتحديا في وجه النظام القائم وتشبتا بمطالبها العادلة والمشروعة مستمرة في نضالاتها
من أجل تعليم شعبي ديمقراطي علمي وموحد، مقدمة بذلك تضحيات تلو الأخرى سواءا من داخل
الجامعات أو من داخل أقبية وزنازين الرجعية عبر تفجير معارك بطولية للأمعاء الفارغة
كان آخرها معركة المعتقلين السياسيين بموقع مكناس الصامد والتي وصلت 42 يوما، حققوا
خلالها مطالبهم العادلة والمشروعة، ولازال مسلسل المحاكمات الصورية في حقهم لأزيد من
ثلاثة أشهر على خلفية المعركة النضالية بكلية الآداب موقع مكناس الصامد.
إن خط الكفاح والنضال الذي تعرفه الحركة
الطلابية اليوم هو نفسه الخط الذي سار به رفيقنا الغالي مناضل النهج الديمقراطي القاعدي
الرفيق عبد الحق شباضة دفاعا منه على حق أبناء العمال والفلاحين الفقراء من داخل الساحة
الجامعية المتمثل في مجانية التعليم، والذي
استشهد على إثر معركته البطولية للأمعاء الفارغة شهر غشت سنة 1989، الشهر الذي تصادف
ذكراه ذكرى إستشهاد رفيقينا في النهج الديمقراطي القاعدي مصطفى بلهواري وأبو بكر الدريدي
سنة 1984 وشهيد الحركة الطلابية الرفيق مصطفى المزياني سنة 2014، إنه درب شهداء الشعب
المغربي والحركة الطلابية الذين يرسمون لشعبنا قنطرته للعبور نحو التحرر والانعتاق.
إن إستحضارنا لذكرى إستشهاد رفيقنا الغالي عبد الحق شباضة على يد جلادي النظام القائم
بسجن لعلو بالرباط، لهو وقوف على حجم التضحيات التي قدمها الشعب المغربي وكل مناضليه
الشرفاء من داخل الحركة الطلابية أو من كافة حقول الصراع الطبقي ببلادنا، ومن جهة أخرى
إستحضارا لحجم المهام الملقاة اليوم على عاتق كافة المناضلين الحاملين لقضية شعبنا
الأبي وما يرتبط بذلك من تضحيات وفضح لكافة المؤامرات والدسائس التي تحاك في السر والعلن
ضد الحركة الطلابية لجرها لمستنقع الردة والخيانة.
وأخيرا إذ نحيي عائلة شهيدنا البطل
عبد الحق شباضة وعائلات كافة الشهداء والمعتقلين السياسيين، نعلن للرأي العام الوطني
والدولي ما يلي:
تشبتنا بـــ:
• النظرية الماركسية اللينينية فكرا وممارسة.
• الإتحاد الوطني لطلبة المغرب الممثل الشرعي الوحيد للطلبة المغاربة.
• البرنامج المرحلي الإجابة العلمية لأزمة الحركة الطلابية الذاتية والموضوعية.
" • المجانية أو الإستشهاد" شعارا تكتيكيا يكثف للمهام المرحلية.
تضامننا مع:
• نضالات شعوب العالم التواقة للتحرر و الإنعتاق و على رأسها (الشعب الفلسطيني، الشعب الصحراوي، الشعب الكردي،
الشعب اليمني...).
• نضالات حركة الجماهير الشعبية (عمال، فلاحين، طلبة، معطلين،تلاميذ، ... ).
• عائلات الشهداء وكافة المعتقلين السياسيين و من ضمنهم عائلة الشهيد عبد الحق
شباضة.
• كافة المعتقلين السياسيين و على رأسهم معتقلي موقع مكناس الصامد (زهير بلعياشي،
مصطفى السراطي، سفيان الصغيري، حسن اهموش، حمزة قباج، محمد الحمري، ياسين ايت العربي،
عمر العروسي) ومعتقلي الحركة الطلابية بكافة المواقع الجامعية (مكناس ، وجدة ، فاس،
القنيطرة، مراكش...).
تنديدنا ب :
• القمع الذي يطال نضالات الشعب المغربي .
• الأحكام الصورية التي صدرت في حق مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي بموقع مكناس
(سفيان الصغيري، حسن أهموش) ومعتقلي الحركة الطلابية (حسن كوكو منير ايت خافو) بعشرين
سنة نافذة، والأحكام القاسية في حق معتقلي الحركة الطلابية بموقع فاس ب111 سنة نافذة.
•
مسلسل التأجيلات المتواصلة في حق المعتقلين السياسيين بموقع
مكناس الصامد القابعين بسجن تولال 2 منذ شهر ماي 2015 (زهير بلعياشي، مصطفى السراطي،حمزة
قباج،عمر العروسي، محمد الحمري، ياسين آيت العربي) والمتابعين في حالة سراح مؤقت (رضوان
العلمي، ابراهيم قاسمي)، ومعتقلي الحركة الطلابية بكافة المواقع الجامعية (وجدة، مراكش... ).
• المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد التصور الديمقراطي في السر والعلن.
عزمنا على :
• مواجهة كافة أعداء الشعب المغربي (النظام القائم، القوى الظلامية الرجعية، القوى
الشوفينية الرجعية...).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق